محرك البحث جوجل

السبت، 15 يناير 2011


التوحد :
التوحد (Autism) إعاقة نمائية متداخلة ومعقدة تظهر عادة خلال السنوات الثلاثة الأولى من عمر الطفل، ويقدر عدد الأطفال الذين يصابون بالتوحد والاضطرابات السلوكية المرتبطة بحوالي 20 طفل من كل (10.000) تقريباً وذلك نتيجة لاضطراب عصبي يؤثر في عمل الدماغ. ويزيد معدل انتشار التوحد بين الأطفال الذكور أربع مرات عنه بين الإناث، كما أن الإصابة بالتوحد ليس لها علاقة بأية خصائص ثقافية أو عرقية أو اجتماعية، أو بدخل الأسرة أو نمط المعيشة أو المستويات التعليمية.

يعترض التوحد النمو الطبيعي للدماغ وذلك في مجالات التفكير والتفاعل الاجتماعي ومهارات التواصل مع الآخرين ويكون لدى المصابين عادة قصور التواصل اللفظي وغير اللفظي والتفاعل الاجتماعي وأنشطة اللعب أو أوقات الفراغ، ويؤثر الاضطراب في قدراتهم على التواصل مع الآخرين على التفاعل مع محيطهم الاجتماعي وبالتالي يجعل من الصعب عليهم التحول إلى أعضاء مستقلين في المجتمع. وقد يظهرون حركات جسدية متكررة (مثل رفرفة اليدين والتأرجح)، واستجابات غير عادية للآخرين أو تعلقاً بأشياء من حولهم مع مقاومة أي تغيير في الأمور الاعتيادية (الروتينية) وقد تظهر لدى المصابين بالتوحد في بعض الحالات سلوكات عدائية أو استجابات إيذاء الذات . ولا تتوفر تقديرات عن عدد المصابين بالتوحد في المملكة العربية السعودية أو الدول العربية إلا أن التقديرات تشير إلى أن أكثر من نصف مليون شخص تقريباً مصابون بأحد أنواع التوحد في الولايات المتحدة، وبذلك يصبح واحداً من أكثر الإعاقات النمائية شيوعاً ، وأكثر انتشاراً من متلازمة داون إلا أن الغالبية العظمى من الناس بمن في ذلك العديد من المختصين في المجالات الطبية والتربوية والمهنية لا زالوا يجهلون تأثير التوحد وكيفية التعامل معه على نحو فعال.


أنواع التوحد :
غالباً ما يعرف التوحد بأنه اضطراب متشعب يحدث ضمن نطاق (Spectrum) بمعنى أن أعراضه وصفاته تظهر على شكل أنماط كثيرة متداخلة تتفاوت بين الخفيف والحاد، ومع أنه يتم التعرف على التوحد من خلال مجموعة محددة من السلوكيات فإن المصابين من الأطفال والبالغين يظهرون مزيجاً من السلوكيات وفقاً لأي درجة من الحدة، فقد يوجد طفلان مصابان بالتوحد إلا أنهما مختلفان تماماً في السلوك. لذلك يُجمع غالبية المختصين على عدم وجود نمط واحد للطفل التوحدي وبالتالي فإن الآباء قد يصدمون بسماعهم أكثر من تسمية ووصف لحالة ابنهم، مثل شبه توحدي أو صعوبة تعلم مع قابلية للسلوك التوحدي، ولا تتم هذه المسميات عن الفروق بين الأطفال بقدر ما تشير إلى الفروق بين المختصين، وخلفيات تدريبهم، والمفردات اللغوية التي يتسخدمونها لوصف حالات التوحد.

غالباً ما تكون الفروقات بين سلوكيات الأطفال التوحديين ضئيلة للغاية، إلا أن تشخيص حالات التوحد يعتمد على متابعة الحالة من قبل المختص، أما إطلاق التسمية على الحالة فيعتمد على مدى إلمام المختص بمجال التوحد والمفردات المختلفة المستخدمة فيه، ويعتقد الكثير من المختصين أن الاختلافات بين التوحد وغيره من الاضطرابات المتشابهة ليست ذات دلالة ويعتقد البعض الآخر من المختصين أنهم من باب مساندة الآباء يقومون بتشخيص أبنائهم على أنهم يعانون من اضطرابات أخرى كالإعاقات النمائية غير المحددة (PDD-NOS) بدلاً من التوحد. ويختلف المختصـــون فيما بينهم حول ما إذا كانت متلازمة أسبيرجر ٍ(Asperger's Syndrome) على سبيل المثال اضطراباً توحدياً.



أسباب التوحد :
لا يزال السبب مجهولا حتى الآن حيث يقوم الباحثون بالتعرف على تفسيرات مختلفة لحالات التوحد المتعددة، وعلى الرغم من عدم التوصل إلى سبب محدد واحد للتوحد فإن الأبحاث الحالية تربط بينه وبين الاختلافات الحيوية أو العصبية في الدماغ. ويبدو من خلال تحليل الصور الإشعاعية المغناطيسية (MRI) وجود اختلاف في تركيب الدماغ لدى الطفل التوحدي تبرز بشكل أكبر في الجزء المسؤول عن الحركات اللاإرادية للجسم.

ويبدو في بعض الأسر وجود نمط للتوحد أو الاضطرابات المتصلة به، وهو ما يوحي بوجود سبب جيني لحالات التوحد علماً بأنه لم يتم حتى الآن الربط بين أي من الجينات والإصابة بالتوحد. وقد ثبت مؤخراً فشل العديد من النظريات القديمة ذات العلاقة بأسباب التوحد فهو ليس مرضاً عقلياً، وكذلك فإن الأطفال التوحديين ليسوا أطفالاً اختاروا الخروج على قواعد السلوك المرغوب فيه، كما أن التوحد لا يحدث نتيجة لسوء تربية الأبوين لأطفالهم، كما لم يثبت إلى الآن تأثير أي من العوامل النفسية التي يمر بها الطفل خلال مراحل نموه على إصابته بالتوحد.



تشخيص التوحد :
توجد اختبارات طبية محددة لتشخيص التوحد، ومن أجل التوصل إلى تشخيص دقيق فإنه ينبغي أن يخضع الطفل لمتابعة مختصين ماهرين في تحديد مستويات التواصل والسلوك والنمو، وحيث أن الكثير من السلوكيات المرتبطة بالتوحد هي أيضاً أعراض لاضطرابات أخرى فإنه يمكن للطبيب إخضاع الحالة لاختبارات طبية مختلفة لاستبعاد مسببات محتملة أخرى، ولذلك فإن تشخيص حالات التوحد يعتبر صعباً ومعقداً لا سيما بالنسبة للأخصائي قليل الخبرة والتدريب. ومن أجل التوصل إلى تشخيص أكثر دقة ينبغي أن يتم تقييم الطفل من قبل فريق متعدد التخصصات يضم مختصاً في الأعصاب، وأحياناً نفسياً، وطبيب أطفال، وأخصائي في علاج النطق، وأخصائي تربية خاصة وغيرهم من المختصين ذوي العلاقة بإعاقة التوحد. مع أهمية التأكيد على أن المراقبة السريعة خلال لقاء أو موقف واحد لن توفر صورة حقيقية لقدرات الطفل وأنماط سلوكه، فمن النظرة الأولى يبدو الطفل المصاب بالتوحد وكأنه يعاني من تخلف عقلي أو صعوبة في التعليم أو إعاقة سمعية، إلا أنه من الأهمية بمكان التمييز بين التوحد وحالات الإعاقة الأخرى، ذلك أن التشخيص الدقيق يمثل القاعدة الأساسية للبرنامج التعليمي والعلاجي الأكثر ملائمة للحالة.



أعراض التوحد :
غالباً ما يكون نمو الأطفال التوحديين عادي نسبياً حتى بلوغهم سن 24-30 شهراً، بعد ذلك يلاحظ الأبوين تأخراً في النمو اللغوي أو مهارات اللعب أو التفاعل الاجتماعي لدى طفلهم. إلا أن أياَ من مظاهر التأخر في الجوانب التالية لا يمكن الاستناد عليه بشكل انفرادي أو الحكم على إصابة الطفل بالتوحد، لأن التوحد عبارة عن تحديات نمائية متعددة ومتداخلة. والجوانب التالية بعض مما قد يتأثر عند الإصابة بإعاقة التوحد:
  1. التواصل: ويتضح ذلك من خلال بطء نمو اللغة أو توقفه تماماً، كاستخدام الكلمات دون ربطها بمعانيها المعتادة واستخدام الإشارات عوضاَ عن الكلمات وقصر فترات الانتباه.
  2. التفاعل الاجتماعي: فقد يقضي الطفل وقته منفرداً بدلاً من قضائه مع الآخرين، أو يظهر القليل من الاهتمام في اكتساب الأصدقاء، أو يكون أقل استجابة للمؤثرات الاجتماعية المحيطة به، كالاتصال البصري أو الابتسامة.
  3. الإعاقة الحسية: كالاستجابات غير الطبيعية للأحاسيس الجسدية، كالحساسية للمس أو ضعف الاستجابة للألم وقد تتأثر حواس السمع والبصر واللمس والذوق والشم بدرجات نقص أو زيادة متفاوتة.
  4. اللعب: قصور في اللعب العفوي أو المرتكز على الخيال، عدم القدرة على محاكاة أفعال الآخرين، وعدم القدرة على المبادرة بألعاب تتطلب من الطفل تقمص شخصيات أخرى.
  5. السلوكيات: فقد يكون مفرط النشاط أو شديد الخمول ينفعل دون سبب واضح أو يتأثر في التعرف على أحد المواضيع أو الأفكار أو الأشخاص أو يعاني من فقدان واضح لحسن تقدير الأمور، أو يظهر سلوكاً عدائياً أو عنيفاً أو يؤذي نفسه.
توجد فروق كبيرة بين الأشخاص المصابين بالتوحد، فقد يظهر بعضهم ممن تكون حالات إصابتهم خفيفة تأخراً بسيطاً في نمو اللغة بينما تتأر بشكل أكبر قدرتهم على التفاعل الاجتماعي، كما قد يتمتعون بمهارات متوسطة أو فوق المتوسطة في مجالات النطق والذاكرة والإحساس بالمكان، ولكنهم مع ذلك يجدون صعوبة في الاحتفاظ بخيال واسع في حين يحتاج من تكون حالات إصابتهم بالتوحد أكثر شدة دعماً مكثفاً للقيام بأبسط المهام والاحتياجات اليومية.

وغالباً ما تظهر لدى المصابين بالتوحد نصف الأعراض المدونة أدناه على أقل تقدير، وهي قد تتراوح بين الطفيفة والحادة كما تتنوع شدتها من عرض لآخر، وبالإضافة إلى ذلك فإن النمط السلوكي عادة ما يحدث ضمن الكثير من المواقف المختلفة ولا يكون ملائماً لأعمار التوحديين والأعراض التي قد تظهر لدى التوحديين هي:
  • الصعوبة في الاختلاط مع غيره من الأطفال.
  • الإصرار على ذات الأشياء، ومقاومة التغيير في الأمور المعتادة.
  • الضحك والقهقهة بصورة غير ملائمة.
  • انعدام الخوف الحقيقي من الأخطار.
  • قلة الاتصال البصري أو انعدامه كلياً.
  • عدم الاستجابة لطرق التدريس التقليدية.
  • اللعب المستمر بطريقة غريبة أو غير مألوفة.
  • انعدام واضح للإحساس بالألم.
  • تكرار المفردات أو العبارات بدلاً من اللغة الطبيعية.
  • تفضيل الوحدة والعزلة عن الآخرين.
  • عدم الرغبة بالاحتضان.
  • تدوير الأشياء.
  • إفراط ملحوظ في النشاط البدني، أو خمول شديد.
  • انفعالات مفاجئة، فقد يظهر ضيقاً شديداً دون سبب واضح.
  • عدم الاستجابة للتعبيرات اللفظية، فهو يتصرف وكأنه أصم.
  • تعلق غير ملائم بالأشياء.
  • تفاوت في المهارات الحركية الكبيرة والدقيقة (فقد لا يرغب بركل الكرة ولكنه قادر على تجميع المكعبات).
  • صعوبة التعبير عن الاحتياجات، يستخدم الإيماءات أو الإشارات بدلاً من الكلمات.

وخلافاً للمفاهيم الشائعة عن التوحديين فإن بعض حالات التوحد أطفالاً كانوا أم بالغين قادرون على الاتصال بصرياً بالآخرين وإظهار المودة وغيرها من الأحاسيس والابتسام والضحك ولكن بدرجات متفاوتة. ونجدهم يستجيبون للبيئة المحيطة بهم كغيرهم بطرق إيجابية أو سلبية، وقد يؤثر التوحد على مدى استجابتهم ويجعل من الصعب عليهم التحكم في ردود أفعالهم الحسية والذهنية، ويعيش التوحديون أعماراً طبيعية، وقد تتغير الاضطرابات السلوكية المرتبطة بالتوحد أو تختفي تماماً مع مرور الوقت.

وعلى الرغم من أنه ليس بمقدور أحد التنبؤ بالمستقبل فإننا نعلم جيداً أن بعض البالغين الذين يعانون من التوحد يعيشون حياتهم ويعملون كأفراد مستقلين في المجتمع في حين أن بعضاً أخر يستمر في الاعتماد على دعم الأسرة والمختصين. وفي الغالب يستفيد البالغون المصابون بالتوحد من برامج التدريب المهني لاكتساب المهارات اللازمة للحصول على عمل ، إضافة إلى استفادتهم من البرامج الاجتماعية والترفيهية. إما من حيث المسكن الجماعي، أو السكن مع الأهل والأقارب أو السكن في دور خاصة تحت إشراف مختصين وفي ظروف غاية في الدقة والتنظيم.

وقد يعاني المصابون بالتوحد من إعاقة أو اضطرابات أخرى تؤثر في عمل الدماغ مثل: الصرع أو التخلف العقلي أو الاضطرابات الجينية مثل (متلازمة X الهشة Fragile X Syndrom). وتظهر الفحوص أن ما يقارب ثلثي من يتم تشخيصهم بالتوحد يدخلون ضمن مجال التخلف العقلي وأن ما يقارب من 25-30% من التوحديين قد يتطور لديهم نمط الصرع في إحدى مراحل حياتهم.



علاج التوحد :
لقد ازداد فهمنا للتوحد إلى حد كبير منذ أن تم التعرف عليه عام 1943، وثبت أن بعض المحاولات المبكرة للبحث عن علاج للتوحد كانت غير واقعية في ظل الفهم الحديث لاضطرابات الدماغ. وإذا كان المقصود بالعلاج من منظور طبي هو ضمان الصحة والسلامة فإنه لا يتوفر حتى الآن علاج للاضطرابات التي تحدث في الدماغ والتي ينتج عنها الإصابة بالتوحد. إلا أننا في وضع أفضل من حيث القدرة على فهم التوحد والاضطرابات المصاحبة له وبالتالي مساعدة المصابين به على التكيف مع الأعراض المصاحبة لهذه الإعاقة. حيث بات من الممكن إحداث تغيير إيجابي في أنماط السلوك المصاحبة للتوحد متى ما تم تبني إجراءات التدخل المبكر الملائمة، إلى الدرجة التي يبدو فيها بعض التوحديين أطفالا كانو أم بالغين,أشخاص عاديين لا سيما في نظر الأشخاص الذين تقل خبرتهم في هذا المجال. ومن جهة أخرى فإن غالبية الأطفال والبالغين التوحديين سوف يستمرون في إظهار بعض أعراض التوحد إلى حد ما طوال حياتهم.



ما هي أكثر الأساليب فعالية في التعامل مع التوحد ؟
لقد ثبت بشكل قاطع أن التدخل المبكر يفيد ويثمر بشكل إيجابي مع الأطفال التوحديين، وعلى الرغم من الاختلاف بين برامج رياض الأطفال، إلا أنها تشترك جميعها في التركيز على أهمية التدخل التربوي الملائمة والمكثف في سن مبكرة من حياة الطفل، ومن العوامل المشتركة الأخرى بين تلك البرامج درجة معينة من مستويات الدمج خاصة في حالات التدخل المستندة إلىالسلوك، والبرامج التي تعزز من اهتمامات الطفل، والاستخدام الواسع للمثيرات البصرية أثناء عملية التدريس، والجداول عالية التنظيم للأنشطة وتدريب آباء الأطفال التوحديين والمهنيين العاملين معهم، والتخطيط والمتابعة المستمرة للمرحلة الانتقالية. ومن غير الممكن تحديد أسلوب واحد أثبت فعاليته أكثر من غيره للتخفيف من أعراض التوحد المختلفة، ويعود ذلك إلى الطبيعة المتشعبة للتوحد وكثرة السلوكيات المتداخلة المرتبطة به، ولذلك فإنه لا مناص للتعامل مع التوحد والاضطرابات المصاحبة له من خلال جهود فريق من الأخصائيين، كمعلم التربية الخاصة، وأخصائي تعديل السلوك، وأخصائي علاج النطق والكلام، والتدريب السمعي، والدمج الحسي، وبعض العقاقير الطبية والحمية الغذائية .

وقد أظهرت الدراسات أن الأشخاص المصابين بالتوحد يستجيبون جيداً لبرامج التربية الخاصة المتخصصة عالية التنظيم والتي تصمم لتلبية الاحتياجات الفردية، وقد يتضمن أسلوب التدخل الذي يتم تصميمه بعناية أجزاءً تعنى بعلاج المشاكل التواصلية، وتنمية المهارات الاجتماعية، وعلاج الضعف الحسي، وتعديل السلوك يقدمها مختصون مدربون في مجال التوحد على نحو متوافق وشامل ومنسق، ومن الأفضل أن يتم التعامل مع التحديات الأكثر حدة للأطفال التوحديين من خلال برنامج سلوكي تربوي منظم يقوم على توفير معلم تربية خاصة لكل طالب أو من خلال العمل في مجموعات صغيرة.

ينبغي أن يتلقى الطلاب المصابين بالتوحد تدريباً على مهارات الحياة اليومية في أصغر سنٍ ممكنة، فتعلم عبور الشارع بأمان، أو القيام بعملية تسوق بسيطة، أو طلب المساعدة عند الحاجة هي مهارات أساسية قد تكون صعبةحتى لأولئك الذين يتمتعون بمستويات ذكاء عادية، ومن المهارات الهامة كذلك التي يجب أن يعتنى بتنميتها لدى الطفل التوحدي تلك التي تنمي الاستقلالية الفردية أو تنمي قدرته على الاختيار بين البدائل، وتمنحه هامش حرية أكثر في المجتمع، ولكي يكون الأسلوب المتبع فعالاً ينبغي أن يتصف بالمرونة ويقوم على التعزيز الإيجابي، ويخضع للتقييم المنتظم ويمثل نقلة سلسة من البيت إلى المدرسة ومنها إلى البيئة الاجتماعية، مع أهمية عدم إغفال حاجة العاملين للتدريب والدعم المهني المستمر إذ نادراً ما يكون بوسع الأسرة أو المعلم أو غيرهما من القائمين على البرنامج النجاح الكامل في تأهيل الطفل التوحدي بشكل فعال ما لم تتوفر لهم الاستشارة والتدريب على رأس العمل من قبل المختصين.

ولقد كان في الماضي يتم إلحاق ما يقارب 90% من المصابين بالتوحد في مراكز داخلية وكان المختصون عندئذ أقل معرفة وتثقيفاً بالتوحد وما يصاحبه من اضطرابات، كما أن الخدمات المتخصصة في مجال التوحد لم تكن متوفرة. أما الآن فإن الصورة تبدو أكثر إشراقاً، فبتوفر الخدمات الملائمة ارتفع عدد الأسر القادرة على رعاية أطفالها في البيت، في حين توفر المراكز والمعاهد والبرامج المتخصصة خيارات أوسع للرعاية خارج المنزل تمكن المصابين بإعاقة التوحد من اكتساب المهارات إلى الحدود القصوى التي تسمح بها طاقاتهم الكامنة حتى وإن كانت حالات إصابتهم شديدة ومعقدة. 

 

التوحد ( اسباب _ اعراض / امثله _ تشخيص _ طرق علاجيه مسخدمه )



1.اسباب التوحد 
2.انواع طيف التوحد
3.اعراض التوحد  \ امثلة لحالة اطفال توحديين
4.تشخيص التوحد
5.الطرق العلاجية المستخدمة :
يتصف التوحد بوجود تاخر فى اكتساب اللغة لدى الطفل وضعف فى العلاقات الاجتماعية مع من حوله ايضا يكون للطفل  حركات متكررة او اهتمامات محددة.......وتظهر الاعراض عادة اما  واضحة فى ضعف التواصل الاجتماعي واللغوى منذ السنة الاولى ..اما فى حالات اخرى فيكون الطفل قد مر بمرحلة تطور طبيعية ...ولكن حصل له تراجع  ففقد المهارات اللغوية او الاجتماعية بعد بلوغه السنة والنصف او السنتينن   نسبة التوحد 75 حالة فى كل 10000  وهى فى الذكور اكثر من الاناث  بنسبة 4 الى 1
 ولكن هناك حقائق جديدة  ذكرها مركز يوتاها للتدخل الطبي الحيوي فى امريكا نقلا عن  CDC  Center of Disease Control
ان نسبة التوحد اصبحت حاليا حوالى 1 فى كل 150  ايضا ذكر  ICDRC International Child Development Resource C نسبة مقاربة هى 1 فى كل 160 طفل فى ولاية كاليفورنيا بامريكا
·       ارتفاع نسبة التوحد وصل الى 110 % فى السنة مقارنة باضطرابات الاخرى مثل التخلف العقلي ارتفع بنسبة 17.5 %   ,   الصرع ارتفع بنسبة 12.6 % ,  والشلل الرعاش بنسبة 12.4 %
اذا الاعداد فى ازدياد مستمر  سواء كان فى الخارج او فى بلادنا العربية  ولكن للاسف لا يوجد احصائيات رسمية لدينا الى الان...
 
اللون الاحمر......  يرمز للتوحد 
اللون الازرق...... يرمز الى الاعاقات الاخرى
وهنا نرى الفرق واضح....
مصدر الرسم البيانى :  http://www.fightingautism.org/idea/autism.php
 
 وقد تم اصدار تقرير جديد بتاريخ 29 اكتوبر 2007 من الاكاديمية الامريكية لطب الاطفال  الى تنبيه الاطباء باكتشاف العلامات المبكرة لدى الطفل والتى قد تؤدي الى التشخيص المبكر....حيث ان عادة تاخر اللغة من عمر 18 شهر يثير الشكوك لدى اطباء الاطفال...ولكن قد يكون هناك علامات قبل ذلك العمر مثل عدم الانتباه لمناداة اسمه \ لا يلتفت عندما احد الوالدين يشير باصبعه الى شى ما ويقول انظر.... ولا ايضا يشير هو باصبعه ليظهر اهتمامه بشئ ما \ ايضا عدم وجود مناغاة \ الابتسامة المتاخرة \ عدم النظر الى العين  
وفى الرابط التالى التقرير الصادر من اكاديمية الاطفال الامريكية باللغة الانجليزية
وطبعا هنا الاهتمام بالتشخيص المبكر فى عمر صغير مهم جدا حتى يبدا مع الطفل التدريب المبكر ..الذى يساعد الطفل بشكل كبير جدا ..وقد ينفى عنه التشخيص بالتوحد مستقبلا 
  اسباب التوحد
ترجع اسباب التوحد الى عوامل ملوثات فى بيئة الطفل مثل التعرض للسموم كالمعادن السامة مثل الزئبق والرصاص والالتهابات والفيروسات  واخذ المضادات الحيوية بكثرة ....بالاضافة الى وجود قابلية جينية وراثية لدى الطفل
 
التغيرات الطبية الحيوية التى تحدث نتيجة ذلك  هى زيادة تكاثر الكانديدا ( الفطريات ) والبكتريا فى الامعاء ، زيادة نفاذية الامعاء   Leaky   Gut       نقص الفيتامينات والمعادن وضعف التغذية بشكل عام ، ضعف المناعة ،وزيادة الحساسية  ونقص مضادات الاكسدة ، نقص الاحماض الدهنية ونقص قدرة الجسم على التخلص من السموم والمعادن السامة
 
ومن احدث ما ذكر هو ما قالته   Dr. Jane El Dahr   فى مؤتمر مركز ابحاث التوحد   نقلا عن مركز هوبكنز فى امريكا
حيث ان نظريتهم تشرح اسباب التوحد بوجود عوامل بيئية مثل السموم اثناء الولادة او بعدها والتعرض لالتهابات مع وجود قابلية جينية لدى الطفل بالاضافة الى وجود خلفية مناعية جينية (عدم عمل الجهاز المناعى بشكل جيد) ...ونتيجة هذه العوامل... يؤدى الى تكون خلايا مخ غيرمنظمة  وايضا تؤثر على الاشارات العصبية كذلك تؤدى الى التهابات فى خلايا المخ وكل ذلك مسؤول عن ظهور التوحد


انواع طيف التوحد
 1 – التوحد التقليدي  Clasical Autism
 2 –  اضطراب اسبرقز
Asperger's   Disorder  
 3 –    اضطراب ريتزRett’s  Disorder
 4 – الاضطراب التفككي   
Disintergrative  Disorder
 5 – PDD NOS   وجود بعض سمات من التوحد .
سوف نقوم بشرح اعراض التوحد التقليدي و اضطرااب اسبرقز ..
اعراض التوحد التقليدي
 المعروف ان التوحد له 3 اعراض رئيسية
 1 – ضعف العلاقات الاجتماعية.
 2 – ضعف الناحية اللغوية .
 3 – الاهتمامات و النشاطات المتكررة.
و قد يصاحبه اضطربات في السلوك مثل نشاط زائد و قلة تركيز او نوبات غضب شديدة  او صعوبة فى النوم وقد يظهر سلوكا مؤذيا لنفسه وايضا تبول لأرادي ...هناك بعض الحالات يصاحبها تشنجات (صرع)
التخلف العقلي ونسبة الذكاء : التخلف العقلي هى اعاقة منفصلة تماما عن التوحد ...قد يكون مصاحب للتوحد انخفاض لنسبة الذكاء ....ولكن هناك ايضا اطفال توحديين درجة ذكائهم فى المعدل الطبيعي او مرتفع
 1 - ضعف التواصل الاجتماعي
اي ضعف في العلاقات الاجتماعية مع امه ..ابيه  مع افراد العائلة والغرباء . بمعنى ان الطفل لا يهتم بوجود الاخرين .. لا يفرح عندما يرى امه او ابوه .. لا ينظر الى الشخص الذي يكلمه ... لا يستمتع بوجود الاخرين و لايشاركهم اهتماماتهم ...و لا يحب ان يشاركوه العابه .....يحب ان يلعب لوحده ... و لا يحب ان يختلط بالاطفال الاخرين.
ايضا لا يستطيع ان يعرف مشاعر الاخرين او يتعامل معها بصورة صحيحة (مثل ان يرى امه تبكي او حزينة فهو لا يتفاعل مع الموقف بصورة طبيعية مثل بقية الاطفال )
 2 – ضعف في التواصل اللغوي
ضعف في التعبير اللغوي او تاخر في الكلام ..احيانا استعمال كلمات غريبة من تاليف الطفل و تكرارها دائما ....او اعادة اخر كلمة من الجملة التي سمعها.. .. ايضا قد يكون هناك صعوبة  في استعمال الضمائر فمثلا لا يقول " انا اريد ان اشرب " بل  يستعمل ا سمه فيقول " حسن يريد ان يشرب "
 3 – نشاطه و اهتماماته والعابه متكررة و محدودة
:
فلا يوجد فيها تجديد مثل ان يلعب بالسيارات فقط او المكعبات او طريقة لعبه لا تتماشى مع اللعبة التي يلعب بها مثل ان يرص السيارات  الصغيرة بطريقة معينة بدل من ان يتخيل انها تسير في الطريق . ايضا يحب الروتين و لايحب التغير في ملابسه او انواع اكله او طريقة تنظيم غرفته .. التعلق بالاشياء مثل مخدة معينة او بطانية و يحملها معه دوما و قد يكون عنده ايضا  حركات متكررة لليد و الاصابع .
 
 مثال لحالة طفل توحدي:  ( علي ) طفل عمره 4 سنوات ولد ولادة طبيعية , وزنه كان 3 كيلو غرام وتلقى رضاعة طبيعية لمدة اربع اشهر..تقول ( ام علي ) ان ابنها كان هادئ جدا عندما كان طفلا رضيعا ...لا تسمع له صوت ..ولا يوجد تفاعل بالنظر بينها وبينه ...لم يستطع ان ينطق بكلمة الى ان صار عمره 3 سنوات ... حاليا يستطيع ان يقول ( ماما \ بابا \ واحد \ اثنين \ ثلاثة )  فقط   مع اصوات غير مفهومة ...عندما يريد شيئا  يسحبها من يدها الى الشئ الذى يريده  .... كثير من الاحيان لا يرد عليها عندما تناديه باسمه   مع انها متاكدة من انه يسمع .. ينظر اليها احيانا عندما تتحدث اليه ولكن ليس بشكل ثابت ...يقضى وقته بالجرى  والصراخ ...لايهتم باخوته ولا يشاركهم العابهم . ولا يهتم بوجود احد من افراد العائلة ....يحب ان يلف الاشياء ويقضى وقت طويل فى ذلك... يحب ان  يشاهد اشرطة الفيديو بشكل كبير وهناك اشرطة معينة يحب تكرارها ..متمسك بدمية تليتابيز يحملها معه دائما.....له حركات بيده مثل الرفرفة...تزيد عندما يكون متوتر ...
مثال اخر لحالة طفل توحدي: (هاني ) طفل عمره سنتان ...ولد ولادة طبيعية وزنه كان 3 ونصف الكيلوغرام ...رضع رضاعة طبيعية لمدة 3 اشهر ثم بعد ذلك رضع رضاعة صناعية ...ذكرت والدته ان هاني كان لديه تواصل بصري منذ صغره فكان يضحك ويصدر اصواتا عندما يراها ...وكان طبيعيا 100% ...نطق او كلمة ( تيتا ) اسم جدته لامه عندما كان عمره سنة ..ولكن عندما بلغ السنة الثانية ( وهو عمره الحالي) فقد هذه الكلمة ..ولم يعد يتفوه باى كلمة ...وبدا تواصله البصري يضعف ...ولا ينتبه عندما تناديه باسمه كما كان فى السابق.   يتواصل مع والديه بسحبهم الى المكان المرغوب ...يفرح برؤية والديه فقط  .. ولكن لا يهتم بالاطفال الاخرين ولا يلعب معهم .. يحب لمس وجوههم وشعرهم  .......هانى يحب العجلات ويدور حولها  مثل ان يدور حول عجلات السيارة او يلف كفرات السيارات الصغيرة لمدة طويلة ...يتمسك بمعلقة معينة معه طوال الوقت ويغضب بشدة عندما تاخذها منه والدته...يمشي احيانا على اطراف اصابعه ..ويهتم بلمس الاشياء والارض
مثال اخر: (سلوى) عمرها 5 سنوات ولادتها كانت طبيعية ولكن كانت متعسرة ..وزنها كان 3 كيلوجرام وكانت ترضع رضاعة طبيعية وصناعية من البداية ..ذكرت والدة (سلوى) انه كان لديها تفاعل فى السنوات الاولى ..ولكن كان تطورها العضلي متأخر بعض الشئ حيث جلست فى 8 اشهر ..ومشت عند عمر 15 شهر..وكانت تقول ماما ..بابا ..عند بلوغها السنة..ولكن القلق بدأ يساور والديها عندما لم تكتسب كلمات اخرى ...ولكن عند بلوغها السنة الرابعة من العمر ...حيث دخلت الحضانة ...بدأت لغتها تتحسن تتدريجيا واصبحت تنطق بجمل بسيطة  مثل ( اريد العصير) ...( اريد الخروج ) ...ايضا بعض الجمل مثل ( اريد البس ملابس سلوى)  ....( ملابس سلوى جميلة ) واصبحت تستعمل الضمائر بشكل معكوس ..حيث تتحدث عن والدها بالضمير (هي )  مثل ( هي راحت الشغل) ...ايضا تكرر جمل فى البيت تسمعها من معلمتها مثل (سلوى اذهبي لفصلك ) ..واحيانا تنقل حوار بين المعلمات ...هي تفهم الحديث الموجه لها .. وتنفذ الاوامر..تواصلها البصري ضعيف نوعا ما ..واحيانا لا ترد عندما تناديها ..وتتصرف وكأنها لا تسمع فى بعض الاحيان..تفاعلها العاطفي مع الاخرين محدود ..بما فيهم الاطفال فى عمرها ..لها بعض الحركات والاهتمامات المتكررة ...فهى تقضى وقت طويل فى فتح وقفل دواليب المطبخ
رسالة من معلمة عن طفل يحمل اعراض توحد ويحتاج الى تقيم :انا معلمة حديثة في مدرسة لرياض الاطفال...انا اعلمهم اللغه الانجليزية وتخصصي ليس له علاقه برياض الاطفال لذالك ليس لدي خلفية كافيه عن التوحد... لكني احب الاطلاع وقرأت الكثير عنه ....الاطفال في فصلي من سن 3 الى 4 .. يوجد لدي طفل مختلف عن بقية الاطفال وأريد ان اعرف ان كان مصاب بالتوحد او بشيء اخر.... هو يعرف اسمي ويعرف اسم معلمة العربي...كثيرا مايكرر الجمل التي اقولها حتى لو لم تكن موجهه له ويفعل ذالك بدون تركيز ( مثلا أقول: محمود لا ترمي التراب على صاحبك.. فيقول وهو ينظر الى الاسفل منهمكا باللعب دون النظر الي او الى اي أحد وكأنه يحدث نفسه: محمود لا ترمي التراب على صاحبك)...كما انه يمسك بلعبه واحده اغلب الوقت ويلعب بها يوميا دون ملل... كما انه يحب قصة بارني ويقرأها يوميا...احس ان تركيزه مشتت...ففي وقت الحلقه جميع اصحابه يتقيدون بالجلسه الصحيحه ويتوقفون عن الكلام ليسمعون ما سأقوله ويتفاعلون معي ومع الوسائل التعليميه...أما هو فيجلس معنا في الحلقه ثواني ثم ينبطح على بطنه ومره على ظهره وعندما اشرح لا ينظر الي بل يحدق بأشياء اخرى أو يردد كلمات او اناشيد بصوت مسموع ليس لها اي علاقه بالحلقه.... يلعب لوحده لكنه لايرفض اذا جاء احد اصحابه ليشاركه اللعب...يحب اخته كثيرا وكثيرا مايردد اسمها ويقوم باحتضانها اذا رائها...اذا جائت أي ام أو مربية لتأخذ طفلها يقوم بمناداتها بماما ويقوم باحتضانها...حتى ان جميع الامهات يضحكون ويعلقون على تصرفه ويقولون:(هذا الولد كل الناس عنده ماما؟؟)...كثيرا ما اناديه ويكون بقربي لكنه لايرد...... اصحابه يتقيدون بقوانين الفصل لكن هو لا....يقول اشياء بأوقات غير مناسبه...مثل ان يرحب بصاحبه:( اهلا يامحمود) وكأنه للتو قادم مع انه موجود منذ فتره طويله....
.الحقيقة تعاون الاهل و المدرسة في كشف اى سمة او اعراض من التوحد مبكرا مهم جدا.... اتمنى ان تكون كل معلمة في رياض الاطفال ....لديها خلفية عن التوحد. ....فكثير من الحالات فى الخارج محولة من المدارس
 ايضا ما احب ان الفت النظر اليه ان للتوحد صور مختلفة فلا يوجد حالة مطابقة للاخرى ... وهو درجات تترواح من البسيط الى المتوسط او الشديد....
 .
.
 اعراض اسبرقرز :
Asperger’s
 يدخل تحت مسمى طيف التوحد... الطفل يكون لديه بعض التصرفات المشابهة للتوحد ......هنا يكون الطفل ذكاءه طبيعي اوفى بعض الاحيان معدل ذكاءه اعلى من الطبيعي ...ولا يوجد لديه تاخر فى الكلام ( اى ان مقدرته على الكلام جيدة) وهذا ما يفرقه عن التوحد التقليدي ....لكن مشكلته الاساسية تكمن فى ضعف التواصل الاجتماعي ..والتى قد تظهر بعدم رغبة الطفل بالاختلاط بالاخرين او الكلام معهم او مشاركتهم اى اهتمامات ..وكثيرا ما يكون الطفل ليس له اصدقاء ويقضي معظم وقته لوحده .....ايضا يوجد احيانا تكرار فى بعض السلوكيات بالاضافة الى عدم تقبل التغير سواء كان فى الاكل او الملابس  ...وعادة ما تكون لهم طقوس وروتين معين فى حياتهم.
 - من المهم ان نتذكر ان الطفل مختلف وينظر الى العالم بطريقة مختلفة.
_ ايضا بعض هؤلا الاطفال عندهم قدرات  فائقة في بعض النواحي  مثل (قدرة غير عادية على الحفظ).
 - هم عرضه احيانا الى السخرية و التهكم من اقرانهم لكونهم غريين  او ساذجين في تصرفاتهم بعض الاحيان.

تشخيص التوحد
تشخيص التوحد اصبح فى الخارج يتم مبكرا من عمر 18 شهر فى مراكز متخصصة ....وذلك باستعمال اختبارات عالمية معتمدة فى تشخيص التوحد مثل اختبار   ADI   , ADOS    وسوف نشرح هذه الاختبارات لاحقا ...هذا ويتم الكشف على الطفل من قبل فريق متعدد التخصصات يشمل الطبيب النفسي ( الذى له صلاحية طلب التحاليل الطبية والعلاج الطبي ) والاخصائي النفسي ( المتخصص فى علم النفس ويقوم بعمل اختبارات الذكاء ) واخصائي التخاطب ( الذى يقيم الطفل من الناحية اللغوية ويعرف هل مستواه اللغوى يتماشى مع عمره)  واخصائي العلاج الوظيفي او المختص التعليمي ( الذى يقيم الطفل من الناحية التعليمية ويضع له البرنامج التعليمي المناسب له.                                                                      اما فى وطننا العربى فليس من السهل وجود هذا الفريق فى مكان واحد .. لذا  يتم التشخيص من قبل طبيب متخصص فى احدى الاختصاصات التالية ( طبيب نفسي \ طبيب نفسي اطفال \ طبيب اطفال متخصص فى النمو والتطور \ طبيب اطفال اعصاب )  والحقيقة من الافضل ان يكون الطبيب لديه خبرة بالتشخيص ويستعمل اختبارات معتمدة كما ذكرنا .... وهي المقابلة التشخيصية للتوحد  ADI -  وهى عبارة عن اسئلة توجه للوالدين  تتكون من حوالى 97 سؤال  تستغرق حوالى الساعة  وتغطي عدة جواب اجتماعية \ تواصل \ سلوكية  ايضا  المراقبة الاكلينيكية لسلوكيات الطفل هامة فى التشخيص  وهناك الاختبار المشهور المسمي ADOS-G     ايضا يحتاج الطبيب الى بعض الفحوصات والتحاليل لاستبعاد امراض اخرى  مثل فحوصات السمع وتخطيط المخ وتحاليل الغدة الدرقية  وغيرها من الفحوصات الهامة ... هناك اهمية كبرى فى التشخيص المبكر  فقد اثبت الابحاث ان تلقى هذه البرامج  التعليمية  مبكرا  يعطي نتائج ايجابية مستقبلا  
نصيحة هامة للوالدين :   لمعرفة مختص معروف وله خبرة فى تشخيص التوحد فى المدينة التى تقيم بها ...حاول الاتصال مسبقا بمراكز التوحد فى بلدك ( اضغط هنا)  فهم على دراية اكثر من خلال تقارير الاطفال التى تصلهم.
الطرق العلاجية المستخدمة والتى تأتى بنتائج جيدة عندما تطبق مبكرا
1- البرنامج التعليمي المكثف
2- التدخل الطبي الحيوي Bio medical   Intervention  اضغط هنا


  1 – التعليم والتدخل المبكر :
او ما يسمي  Early Intervention حيث ان التدخل المبكر مهم جدا فى السن المبكرة ويتم ذلك بوضع خطة فردية للطفل على حسب قدرته التعليمية  . وذلك بعمل اختبار ( سايكواديوكيشنل بروفايل )    ( psych educational profile
.  او ما يسمى اختصارا بيب تست     PEP TEST
 وهناك عدة برامج منها التحليل السلوكي  او ما يسمي ب ABA applied behaviour analysis واحيانا يسمي  LOVAAS ايضا هناك برنامج تيتش    TEACCH  من نورث كارولينا والذي يعتمد على تنظيم البيئة بشكل نظري واستعمال الجداوال ..
.وابضا هناك برنامج بكس    PECSالذي يقوم على اساس تبادل الصور ..وايضا هناك برامج جديدة مثل فلور تايم  FLOOR TIME 
وبرنامج RDI     http://www.rdiautism.com/
 لمعرفة شرح تفصيلى لهذه البرامج  اضغط هنا
  وتقدر عدد الساعات التعليمية التى يحتاجها الطفل الى حوالي 40 ساعة اسبوعيا  ......ولكن قد يتردد بعض الاطباء فى اعطاء تشخيص التوحد ...عندما يكون لدى الطفل بعض اعراض من التوحد فقط  ....ولكن ما انصح به فى هذه الحالة  عدم الانتظار ...والقيام باختبار تقيم قدرات الطفل ووضع برنامج تعليمي خاص به معتمدا على نقاط الضعف لديه او القوة ....فمثلا لو كان ضعيف فى الناحية اللغوية ...من المهم البدء بجلسات التخاطب ..ولو كان هناك نقص فى القدرات الادراكية مهم التركيز عليها ووضع تمارين تقوي هذا الجانب ...او وضع تمارين تقوي مهارة تاذر العين مع اليد .....الخ
النشاطات التدربية التعليمية الخاصة بالطفل:
هناك عدد من النشاطات المختلفة التى  تعتمد على تقوية المهارات الادراكية \ مهارة تاذر العين مع اليد \ مهارة الادراك الحسي السمعي والنظري \ مهارة العضلات الصغيرة والكبيرة \ المهارة اللغوية \ ومهارة الاعتماد على النفس  .......كثير من الاطفال لديهم تفاوت بين هذه المهارات    ...هناك العديد من الالعاب على شكل تمارين تقوى هذه المهارات   ..طبعا اختيار هذه التمارين والالعاب يعتمد على تحديد المهارات الضعيفية والقوية عند الطفل  وكذلك العمر التطوري لهذه المهارات
فى هذا الموقع بعض صور لهذه الالعاب التى تقوى مهارات مختلفة  وتتضمن  مطابقة صور \ فرز الالوان \ محاولة تقليد الشكل عن طريق ارشاد نظري  ...وغيرها من النشاطات المختلفة    ...ملاحظة يمكنكم الضغط على اي صورة للتكبير
الالتحاق باحد المراكز المتخصصة ببرامج التدخل المبكر مهم جدا لتطبيق جميع ما ذكرناه اعلاه
نصيحتى التى دائما اوجهها للاهالى هو عدم ترك الطفل فى فراغ او مشاهدة التلفاز او الفيديو لساعات طويلة ..لا بد من ان يكون هناك تنظيم للوقت واستغلاله فى التعليم وتطبيق برنامج منزلى هادف ...ففى الصباح عدما يغير ملابس النوم من الممكن تدريبه على تغير البيجاما مثلا  ......كذلك فى تناول طعام الافطار ( تدريبه على ان يمسك المعلقة بيده )  ..ثم الفترة الصباحية من الممكن تقسيمها للتدريب على احدى المهارات م ..ثم السماح بمشاهدة الفيديو لمدة ساعة... ثم فى الغذاء محاولة التدريب على الاكل ...ثم تدريب على احد المهارات الاخرى...وهكذا     طبعا مع تطبيق التعزيزات المناسبة له   وسوف يساعد على التعرف على هذه الاساليب الاخصائي التعليمي او المعلمة المختصة فى مراكز التدخل المبكر
تنظيم البيئة:
ويقصد بها تنظيم الوقت للنشاطات المختلفة  ....وتستعمل الجداول فى ذلك.... وتصمم حسب قدرات الطفل   ,   فهناك  جداوال  نظرية على مستوى الاشياء   وذلك يكون بتعليق الاشياء والمجسمات على الجدول مثل تعليق البامبرز   لوقت التدريب على الحمام  \ تعليق طبق صغير من البلاستك  لوقت الاكل......وهكذا    ايضا هناك جداوال على مستوى الصور الفوتوغرافية   وكذلك  مستوى الرموز  و  مستوى الكلمات    اختيار اى مستوى من هذه الجداوال يعتمد على قدرات الطفل الادراكية  .....كذلك هناك امكانية التدرج من مستوى الى اخر
فى هذا الموقع  يوضح طريقة تصميم الجداوال على عدة مستويات لعدة اطفال مختلفين
اما بالنسبة للصور الخاصة بالرموز  فيمكن اخذها من شركة ماير اند جنسون  عن طريق برنامج البورد ميكر
Mayer & Johnson Co.
هذه الصور قابلة للتصغير والتكبير  وهى ماخوذة من موقع ماير اند جنسون  للدخول للموقع  " اضغط هنا"
 صور خاصة بالتدريب على الحمام من موقع do2learn وهذا هو الرابط الخاص بالموقع
صور خاصة للملابس
صور خاصة لتفريش الاسنان
 
تنظيم مكان العمل للطفل من الامور المهمة سواء كان فى البيت او المركز الذى يدرس فيه ...مهم جدا  استعمال الفواصل كى يمنع تشتت التركيز   ....هذا الرابط  يوضح ذلك
جلسات التخاطب
جلسات التخاطب مهمة لاطفال التوحديين لتقوية الجانب اللغوى لديهم   ويستعمل اخصائيين التخاطب البطاقات الملونة كوسيلة لتعليم الطفل الكلمات والجمل ....  ايضا الاباء والامهاء يستطيعون عمل جلسات لابنائهم  اضافة للجلسات التى ياخذها الطفل لدى اخصائي التخاطب  ....لابد من تجميع الصور  سواء كان  قصها من المجلات او شراءها جاهزة    ....وقد قامت شركة ونسلو  باصدار بطاقات على شكل مجموعات  مثلا  مجموعة الطعام  , مجموعة الاشياء , صور للمطابقة , صور متسلسلة على هيئة قصة قصيرة , ايضا اشرطة  للاصوات مختلفة مثل صوت حيوانات  او اشياء   (وهذه تستعمل للادراك الحسي السمعي)   هذه الصور ماخوذة من موقع ونسلو وهى توضح  مجموعة البطاقات المختلفة
                                                  
 
                                                     
   صور متسلسلة                     اصوات داخلية  واصوات خارجية  Indoor & Outdoor Sounds           
هذه الصور من موقع شركة ونسلو      COLOR CARD   from   WINSLOW   للذهاب للموقع   " اضغط هنا "
طبعا يستطيع الاهالى تقليد هذه المجموعات  عن طريق التصوير الفوتوغرافي او قصها من المجلات كما ذكرنا  ..او تسجيلها    وقد وضعتها فقط لاعطاء فكرة  عن البطاقات الملونة     والحقيقة كثير من الاهالي يقومون بعمل ملفات  عديدة من هذه الصور   مثلا   ملف خاص بصور الحيوانات \  ملف خاص صور افراد العائلة \ ملف خاص بوسائل التنقل طائرة  , قطار ....الخ \ ملف خاص بافعال مثل صور طفل يكتب ..يقرا ..يشرب ..ياكل ...يلعب ....الخ \ ملف خاص بتكوين قصة قصيرة من ثلاث او اربع بطاقات     \ ملفات سمعية   ...وهكذا

د. رابية ابراهيم حكيم
تخصص الطب النفسي للاطفال من جامعة لندن \ كينكز كولج
والطب النفسي العام من الكلية الملكية بايرلندا
وشهادة فى تشخيص التوحد من جامعة كامبرج
  

Sociofluid

Powered By Blogger