محرك البحث جوجل

الثلاثاء، 29 مارس 2011

الرهاب الاجتماعي – Social Phobia





إن حالات الرهاب الاجتماعي تحدث عند كل من الرجال والنساء علي حد سواء بنسبة متساوية علي خلاف العديد من حالات الخواف الأخرى ، وهي تميل أيضاً تدريجياً إلي الظهور عند الراشدين والصغار ، وقد يكون الرهاب أو الخواف الاجتماعي من مواقف خاصة جداً مثل الأكل أمام الناس بمطاعم أو الحديث أمام جمع من الناس أو حضور بعض المناسبات الاجتماعية . ويمكن علاج القلق الاجتماعي بفاعلية عن طريق التعرض مدة طويلة إلي الأحداث الاجتماعية التي تثير الخوف ، وعندما يتشكل أو ينشأ القلق الاجتماعي عن جهل بكيفية التصرف أمام الناس ، فإننا نتكلم هنا عن نقص المهارات الاجتماعية ، والعلاج في مثل هذه الحالات يتضمن تدريباً علي المهارات الاجتماعية ، ويشمل ذلك بالتدريب علي مثل هذا السلوك في مختلف مواقف لعب الدور ويمكن علاج المرضي منفردين أو في جماعات .
الرهاب الاجتماعي – Social Phobia
إن الفهم لطبيعة الرهاب الاجتماعي وعلاجه قد زادت رقعته تماماً منذ إدراجه كفئة تشخيصية مستقلة منذ عقدين من الزمن ، ومنذ ذلك التاريخ ينظر للرهاب الاجتماعي علي أنه حالة خاصة من الرهاب البسيط المصحوب بمخاوف تتصل بموقف واحداً أو أثنين ويصعب أن ينتج عنه أكثر من مجرد تدهور بسيط في أداء الفروض العملية وكذلك الواجبات المهنية ، والبحوث في هذا المجال " الرهاب الاجتماعي " قد كشفت عن مشكلة صحية نفسيه شديدة يمكن أن تسبب ضعفاً ووهناً قاسياً . المرجع " الاضطرابات النفسية – مرجع إكلينيكي – دليل تفصيلي علاجي
وربما يصاب مريض الرهاب الاجتماعي بالقلق عند مواجهه بعض الظروف والمواقف التي تتطلب إبداء أنماط من السلوك الحركي المعقد بحيث تنعكس هذه الأنماط السلوكية في شكل ارتجافات خفيفة أو نقص في التركيز . وتندرج المواقف الاجتماعية المسببة للخوف من مواقف التفاعلات غير المتوقعة كما يحدث في المحاضرات والندوات العامة عندما يطلب منه التعقيب علي حديث شخص أو حوار شخص آخر ، إلي عدم وجود مواقف للتفاعل الاجتماعي مع ذلك يتوقع الفرد و المريض أن تصدر من الآخرين عليه أحكام بسبب ما يبدو عليه من قلق .
وقد عرفه المرجع السابق بـ
" الرهابي الاجتماعي ما هو إلا شخص ما يخاف ويفزع من مجموعة متنوعة ومتباينة من المواقف الاجتماعية والأدائية ( المهنية ) ، لأنه يعاني نوعاً من الخزي والخوف والحيرة بسبب توقعه نوعاً من الضعف في أداء مهنته وواجباته ، أو بسبب خوفه من أن يبدو عليه أعراض القلق "
عرفة الدليل التشخيصى الرابع لرابطة الطب النفسي الأمريكي : - " خوف مستديم من موقف واحد أو أكثر من المواقف الاجتماعية قد يتعرض فيه الشخص للسخرية أو الحرج بصورة عامة كأن يتلعثم أثناء بالحديث أمام الناس " DSM-IV 1994
ويعرف وفق التصنيف العالمي العاشر عام 1992م بأنه :- " الخوف من الملاحظة والتدقيق من قبل الآخرين لتصرفات الفرد كالأكل أو التحدث أمام الآخرين فيؤدي إلي تجنب المواقف الاجتماعية .
Classification of Mental and Behavioural Disorders - 1992
ويلاحظ من التعاريف السابقة وغيرها الكثير أنها تشترك في عدد من الخصائص حول بعض النقاط الأساسية مثل الخوف والظهور أمام الناس إثارة السخرية والتدقيق والنقد من الآخرين ، وتجنب المواقف الباعثة للخوف . هذه الخصائص مشتركة في العديد من التعريفات سواء العربية أو الغربية .

ويندرج الرهاب الاجتماعي حسب تصنيف الدليل التشخيصي الإحصائي الرابع لرابطة الأطباء النفسيين الأمريكيين ضمن اضطراب القلق ، وكان أول تصنيف له من خلال الطبعة الثالثة لهذه الرابطة عام 1980م وقد كان قبل ذلك مهمل واقلها بحثاً أما اليوم فقد اصبح اهتمام علماء النفس يهتمون بدراسة المخاوف بصورة متزايدة ففي الفترة من 1950م إلي 1963م نشر ما يقارب 3500 كتاباً ومقالة في هذا الموضوع والعدد في السنوات الأخيرة يفوق ذلك بكثير . ويعتبر الرهاب الاجتماعي في المرتبة الثانية من الشيوع من بين المخاوف الأخرى بنسبة 2- 5 % من البشر ، ونسبة الشيوع بين الرجال والنساء متساوية تقريباً ، وحسب الرابطة فأن الرهاب الاجتماعي يبدأ عادة في العقد الثاني من العمر من سن 13 – 19 سنه إلا أنه يمكن أن يحدث في أي عمر .
بعض مواقف الرهاب الاجتماعي
1- التحدث أمام الآخرين ( جمع من الناس ) . وكلما كان عدد الحضور أكبر كلما كان الموقف أشد صعوبة ، والكلمة الارتجالية أكثر صعوبة من المكتوبة .
2- الحديث مع مجموعة من الناس بصوت عال كالطالب عندما يطرح سؤال ، أو التعليق علي موضوع أو المشاركة في محاضرة .
3- الحديث مع أصحاب المراكز الإدرايه العالية كالمدير أو المسؤول ، وقد يكون القلق شديداً يعجز معه طلب أجازه ، أو استئذان ، أو طلب ترقية .
4- المواقف الأسرية ، فلا يستطيع التعبير عن رأيه أو المشاركة في النقاش .
5- الأكل أو الشرب في وجود الآخرين في المناسبات والأماكن العامة كالمطاعم فيعتقد أن الناس تراقبه .
6- تقديم القهوة والشاي للضيوف ويحاول التهرب منها ، أو تناول شئ من ذلك من قبل شخص آخر وقد ترتجف يداه .
7- إمامه الصلاة الجهرية ، وقد يتعمد الفرد الحضور متأخراً حتى لا يقدمه أحد للصلاة .
8- الحديث مع الجنس الآخر للطؤاري .
9- حضور المناسبات الاجتماعية كحفلات الزواج والعزائم والتعزية ، أو دعوة الآخرين في منزلة خشية عدم قدرته علي الترحيب بهم وكلمات المجاملة.
10- التحدث بالهاتف أمام الآخرين .

أسباب الرهاب الاجتماعي
لا شك أن خيرات الطفولة لها أهميتها بل خطورتها في المراحل المتأخرة من نمو الشخصية ، فالإطار الأساسي لشخصية الفرد يتشكل خلال الخمس سنوات أو الست الأولي من عمر الطفولة . كذلك العادات التي تتم في مرحلة الطفولة من الصعب التخلص منها في المراحل اللاحقة من النمو . فالطفل الذي يخفق مثلاً في تنميه إحساس مراعاة الغير أو الشعور بالثقة في النفس ، يخفق مثلاً في تنمية هذا الإحساس وهذا شعور في فتره المراهقة أو حتى عند بلوغ سن الرشد ، والطفل الذي يخفق في القراءة في المرحلة الابتدائية يكاد يستعصي عليه التغلب علي هذه المشكلة في المراحل التعليمية التالية ، وهكذا فإن أحداث الطفولة واتجاهات التطور في تلك السنوات المبكرة تلقي ظلالها المؤثرة في مستقبل الفرد . ويمكن القول بأن الشعور بعدم الثقة من أهم المقومات التي تؤدي إلي الرهاب الاجتماعي ، ومن المهم البحث عن الأسباب ، كما يمكن أن يكون اكتساب الرهاب الاجتماعي عن طريق التعلم المباشر وذلك عن طريق تقليد الأنموذج ، فمثلاً إذا تكرر ظهور استجابات الخوف المرضي في المواقف الاجتماعية لدي الأم مثل الخوف من مواجهه الناس أو الخوف من حضور مناسبات أو حفلات ، فهذا يتيح للطفل نموذجاً يقلده . ويقرر بعض العلماء أن أحداث الطفولة والخبرات النفسية التي يمر بها الطفل تؤثر عليه في مستقبل الحياة ، وكل هذه الخبرات يعود فيشعر بها من جديد إذا تعرض لنفس الظروف ونفس المؤثرات فمخاوف الطفولة تتجدد في كبر الإنسان إذا ما تعرض لموقف يثير خوفه مشابه لما تعرض عليه في السابق . من ذلك كله نلاحظ أهمية مرحلة الطفولة في تكوين الشخصية ، ودور الأسرة وخبرات التنشئة الاجتماعية في اكتساب الفرد لسلوك الرهاب الاجتماعي . وكثيراً من مرضي الرهاب الاجتماعي يكونوا حساسين لبعض الأمور فقط تجد بعضهم يخشى أن يشاهده أو يلاحظه الناس ، وكذلك قد يكون هذا الشعور بسبب أنهم فقط يستطيعون أن يفعلوا أشياء معينه مادام أن لا أحد يراقبهم وإن نظرة من شخص آخر سوف تعجل بحدوث نوبة من الفزع . في المقابل قد تجد ناس يخافون الرعشة أو احمرار الوجه أو العرق أو الظهور بشكل سخيف لا يجلسون في مواجهه راكب آخر في الأتوبيس خشيه مراقبه الآخر له ، كذلك تجدهم يخشون أن يجذبوا الانتباه إليهم بسلوكهم غير الملائم أو بإغمائهم ، كذلك تجدهم يتجنبون الكلام مع الرؤساء ’ وقد يمتنعون عن السباحة أمام الآخرين خوفاً من تفحص أجسادهم من قبل الآخرين ، ويتجنبون الحفلات ويشعرون بكثير من الحرج إذا وجه لهم أحد الحديث حتى لو كان عادياً جداً .


الرهاب وعلاقته بأساليب التربية أظهرت النتائج الإحصائية " حسب بعض المراجع " أن نسبة كبيرة من المصابين بالرهاب الاجتماعي عوملوا بقسوة من قبل آبائهم وأن نسبة تقارب 90% منهم عانوا اعتداء عليهم في فتره الطفولة ، وأن أساليب التربية الخاطئة التي تقوم علي أساس من التسلط وعدم زرع الثقة لدي الطفل كانت سبب في الإصابة بالرهاب الاجتماعي كذلك عدم تقدير الذات


التحليل النفسي
اهتم فرويد اهتماماً كبيراً بالقلق كظاهرة في معظم الحالات العصابية التي كان يعالجها . وقد أكد علماء التحليل النفسي علي أهمية الطفولة الأولي وما يلقاه الطفل أثناء تربيته من حرمان ومقاومة لرغباته ونزعاته وما يحدث لها من كبت وما يمر به من أزمات نفسية لا يستطيع التكيف معها فتهبط إلي قاع اللاشعور لتبقي هناك نشطة في صورة تنظيمات ذات صبغة انفعالية وهي تسمي العقد النفسية وتعتبر من الأسباب المرسبة لحدوث المرض النفسي .

العوامل السلوكية
يشير راكمان إلي أن الفرد يكتسب المخاوف بطريقة التشريط عن طريق الربط بين المثير والاستجابة ويدلل بالتجربة المشهورة لواطسون علي الطفل البرت التي اكتسب من خلالها الخوف ، وإذا تعرض الإنسان لموقف اجتماعي مؤلم ومزعج يتعلم أن هذا الموقف أو ما يشابهه من المواقف سيكون مؤلماً ومزعجاً وهكذا ينشأ الخواف الاجتماعي بعد تجربة سلبية أمام الآخرين حدث له فيها تلعثم أو خفقان شديد في القلب أو رعشه أو إنتقاد ولم يستطيع أن يتخلص من ذكرها وتأثيرها علي نفسيته وحياته . ومن الفرضيات الأخرى السلوكية أن المرضي الذي يتكون عندهم الرهاب الاجتماعي يحدث عندهم حساسية خاصة تجاه الجسمية المرافقة للقلق وقد تعودت أجهزة أجسامهم وأعصابهم علي تلك الحساسية ، وينتج عن ذلك أنهم تعلموا أن المواقف الاجتماعية ترتبط بزيادة في التوتر والقلق وهم بالتالي يخافون هذه المواقف ويبتعدون عنها ولا يواجهوها ، وتفترض أيضاً أن ردود أفعالهم تجاه القلق الجسمي والطبيعي هي ردود متطرقة ويفسر ذلك التعلم المسبق والتعود علي الاستجابة المتطرفة تجاه القلق . " وهكذا يمكننا القول بأن استجابة الخواف الاجتماعي للمثيرات هي عادات خاطئة وغير ملائمة ويقوم العلاج علي إعادة تعلم عادات جديدة أكثر تكيفاً في المواقف الاجتماعية من خلال تغيير ما يسبق السلوك نفسه والنتائج التي تليه " ( المالح ، 1414هـ ) .

نظرية التعلم

وفقاً لنظرية التعلم فإن التذكر ( للمواقف المخيفة ) ليس شرطاً أساسياً وتفترض النظرية أن الإنسان قد مر بتجارب ربما تكون شديدة وذكراها قد زالت من الذاكرة ، ولكن تراكمات الصدمات والتجارب المؤلمة يؤدي في الإنسان إلي نشؤ سلوك اجتنابي وما يرافقة من خوف وقلق من الموقف المثير للألم .

تشخيص الرهاب الاجتماعي
وفقاً للدليل التشخيصي للاضطرابات النفسية الأمريكي لا بد أن تتوفر المعايير التالية:-
1- الخوف المستمر لموقف أو أكثر يكون فيها الفرد معرضاً لاحتمال الفحص والتدقيق من قبل الآخرين ، ويخاف من أن يعمل عملاً ما أو يتصرف بطريقة تؤدي إلي إهانته والتقليل من شأنه أو إلي الارتباك . ومن هذه المواقف عدم القدرة علي الاستمرار في التحدث أمام الآخرين أو أن يغص بالطعام أثناء تناولة أمام الآخرين ، وعدم القدرة علي استخدام دورات المياه العامة ، والارتجاف عند الكتابة أمام الآخرين ، أو أن لا يستطيع الإجابة علي الأسئلة في المواقف الاجتماعية .
2- حدوث القلق مباشرة بعد التعرض للموقف المثير للخوف .
3- تجنب الفرد المواقف المسببة يؤثر علي أداء الفرد المهني والاجتماعي وفى علاقته بالآخرين بسبب سلوكه التجنبى .
4- إدراك الفرد أن خوفه غير منطقي ومبالغ فيه .
5- الأفراد الذين تقل أعمارهم عن 18 سنه يشترط ألا تقل فترة المعاناة عن سته أشهر .
6- ألا يكون الخوف ناتج عن آثار فسيولوجية مباشرة لمادة كيمائية أو حالة طبية أو الإصابة بمرض نفسي آخر .
الرهاب الاجتماعي والحياء
الحياء علاقة صادقة علي طبيعة الإنسان فهو يبين مدى أدبه وقيمه التي ينتمي إليها ، فالرجل يتحرج من فعل شئ ا لا ينبغي فعلة ، أو يتعارض مع قيمة فهو حي الضمير وهو يحمي الفرد من المحظور . وفي هذا الصدد يقول الرسول صلي الله عليه وسلم " أن لكل دين خلقاً ودين الإسلام الحياء " وقال الرسول صلي الله علية وسلم " الحياء والإيمان قرنا ، فإذا رفع أحدهما رفع الآخر " رواه الحاكم . يتضح من ذلك أن الرهاب الاجتماعي يتسم بالتجنب وأن الفرد يبتعد عن أي موقف قد يثير لديه مخاوف فهو يمتنع عن الكلام خشية أن لا يقول كلاماً مناسباً أو الخشية من الانتقاد وكذلك في سؤال المعلم وهو اضطراب نفسي يؤدي إلي مشاعر القلق والاكتئاب . بينما الحياء أمر مطلوب ومن صفات خلق المسلم ، والتمسك بالمبادئ الإسلامية ، والفرد هنا لا يمتنع عن إبداء رأي أو سؤال ولا يتجنب تلك المواقف .

علاج الرهاب الاجتماعي
1- العلاج الدوائي
إن استخدام العلاج الدوائي والعلاج السلوكي معاً في علاج اضطراب القلق بشكل عام يعطي أفضل النتائج ، أما الأشخاص الذين لا يستجيبون للعلاج السلوكي يستخدم مع العلاج الدوائي .ومن الأدوية المستخدمة لحالات الرهاب الاجتماعي – عقار الألبرازولام وهو عبارة عن مهدي ، كذلك هناك عقار المضاد للأدرينالين وهو مثبط ، كذلك هناك عقار – فينالزين . وعقار – إنديرال .
2- العلاج السلوكي
يعتبر العلاج السلوكي من أكثر أنواع العلاج الملائمة والفعالة لحالات الخواف ، وحتى يحقق العلاج السلوكي نتيجة ناجحة لابد من توفر العناصر التالية :-
أ‌- موافقة المريض علي العلاج .
ب‌- تحديد واضح وموضوعي للمشكلة .
ت‌- وجود إستراتيجيات انتقائية يختار المعالج السلوكي منها ما يناسب المشكلة . وتتضمن الأساليب السلوكية كل من التعرض – أسلوب الاسترخاء – توكيد الذات
3- العلاج المعرفي يشير كل من العالمين ( بيوتلر و إيملكمب ) إلي أهمية العلاج المعرفي في حالات الرهاب الاجتماعي حيث يحظي باهتمام متزايد في علاج حالات القلق ، وقد نجح في علاج قلق الاختبارات والتحدث أمام الآخرين ، والتعامل مع الأشخاص الآخرين . ويعتمد العلاج المعرفي علي حقيقة أن الانفعالات وسلوك الفرد ناتجة عن الطريق التي يفكر بها الإنسان وبناء عليها اتجاهاته ومدركاته وفرضياته التي تطورت من خبراته السابقة . وهو يركز علي تعديل أفكار المريض عن نفسه وعن الآخرين من خلال المناقشة والحوار والتدريب علي التفكير بطريقة إيجابية وواقعية ، ويعتبر التضخيم أحد الأخطاء الأساسية في التفكير والاستنتاج الانتقائي ، وأيضاً التعميم والتفكير الحدي المتطرف وسلبياً أو إيجابيا ، فالمريض يضخم أخطاءه ويجعل للآخرين صفات قاسية شديدة وانتقادية ولا يري فيهم التفهم والتشجيع والمساعدة ويري نفسه ضعيفاً وناقصاً من خلال المبالغة في فهمه لنقاط ضعفه ، ومن ناحية أخرى يقلل من نجاحاته وقدراته وتصرفاته الجيدة في مجالات أخرى وأنها لا تستحق الثناء أو التقدير ، وتجرى مناقشة الأحداث اليومية التي يمر بها المريض ومعرفة تعليقاته السلبية عليها ومحاولة استبدال المعتقدات الخاطئة بأخرى صحيحة .


اساليب علاج الرهاب





هناك أسلوبان أساسيَّان في علاج هذا "الرهاب" هما: العلاج الدوائي، والعلاج النفسي..

بالنسبة للعلاج الدوائي: يَجب استشارة الطبيب النفسي فيها حتى يصرفها لك، وهي عبارة عن نوعين:
الأول: طويلة الأمد، أي: تعطي نتائج بعد فترة أُسبُوعَين أو ثلاثة، ويجب أخذها كل يوم؛ حتَّى تزولَ الحالة لفترة ما، وهي آمنة ولا تُسَبِّب إدمانًا أو تعوُّدًا أو أعراضًا جانبيَّة مهمَّة.

والنَّوع الثاني: أدوية لحظيَّة يأخذها المريض قبل الحَدَث المُزعج (زيارة أهلك.. ذهاب إلى عُرْس)؛ حيث تُخفّف منَ الأعراض الجَسَديَّة لهذا "الرهاب" من خفقانٍ، ورعشةٍ... وغير ذلك.

أما عن الأسلوب الثاني، وهو العلاج النفسي، فيقوم على الانتباه إلى الأفكار التي تدور في بالنا أثناء أو قبل الحدث؛ فالمريضُ في الغالب يفكر:
أوه!! سأقوم بأمرٍ مُحرج... وسيضحَك عليَّ الناسُ... كم سيكون أمرًا سيئًا لو حدَث لي أمام كلّ هؤلاء الناس كذا وكذا!!

وهكذا فهِي أفكار تدلّ على التَّخَوُّف منَ الإحراج؛ ولذا سيكون العلاج عن طريق تحدِّي هذه الأفكار وطردِها واستبدالِها بأفكارٍ إيجابية مطمئنة:
لسْتُ الوحيدة في هذا المكان فهُناكَ مَن ينظر الناسُ إليه غيري، ثمَّ ماذا لو حَدَثَ كذا.. أوه!! لا مشكلة!! وهكذا..

ومنَ الأساليب العلاجية الأخرى العلاج السلوكي؛ أي: مُحاولة اقتحام الوضع المقلِق ومُواجهته مع تمارين الاسترخاء وتَلَقِّي القلَق والتَّعامُل معه، ومع المُمارسة في الأماكن الآمنة غير المُحرجة: حفلة صغيرة, أوِ اجْتماع مُصَغَّر للأهل، ويومًا بعد يوم ستَجِدين أنَّك تتحسَّنينَ بِمشيئة الله..

ولو تَيَسَّرَ لكِ الجمْعُ بَيْنَ العلاجين النفسي والدوائي، فالنتائج ستكون أفضل بمشيئة الله تعالى..

وفَّقك الله لما يرضيه!
هناك أسلوبان أساسيَّان في علاج هذا "الرهاب" هما: العلاج الدوائي، والعلاج النفسي..

بالنسبة للعلاج الدوائي: يَجب استشارة الطبيب النفسي فيها حتى يصرفها لك، وهي عبارة عن نوعين:
الأول: طويلة الأمد، أي: تعطي نتائج بعد فترة أُسبُوعَين أو ثلاثة، ويجب أخذها كل يوم؛ حتَّى تزولَ الحالة لفترة ما، وهي آمنة ولا تُسَبِّب إدمانًا أو تعوُّدًا أو أعراضًا جانبيَّة مهمَّة.

والنَّوع الثاني: أدوية لحظيَّة يأخذها المريض قبل الحَدَث المُزعج (زيارة أهلك.. ذهاب إلى عُرْس)؛ حيث تُخفّف منَ الأعراض الجَسَديَّة لهذا "الرهاب" من خفقانٍ، ورعشةٍ... وغير ذلك.

أما عن الأسلوب الثاني، وهو العلاج النفسي، فيقوم على الانتباه إلى الأفكار التي تدور في بالنا أثناء أو قبل الحدث؛ فالمريضُ في الغالب يفكر:
أوه!! سأقوم بأمرٍ مُحرج... وسيضحَك عليَّ الناسُ... كم سيكون أمرًا سيئًا لو حدَث لي أمام كلّ هؤلاء الناس كذا وكذا!!

وهكذا فهِي أفكار تدلّ على التَّخَوُّف منَ الإحراج؛ ولذا سيكون العلاج عن طريق تحدِّي هذه الأفكار وطردِها واستبدالِها بأفكارٍ إيجابية مطمئنة:
لسْتُ الوحيدة في هذا المكان فهُناكَ مَن ينظر الناسُ إليه غيري، ثمَّ ماذا لو حَدَثَ كذا.. أوه!! لا مشكلة!! وهكذا..

ومنَ الأساليب العلاجية الأخرى العلاج السلوكي؛ أي: مُحاولة اقتحام الوضع المقلِق ومُواجهته مع تمارين الاسترخاء وتَلَقِّي القلَق والتَّعامُل معه، ومع المُمارسة في الأماكن الآمنة غير المُحرجة: حفلة صغيرة, أوِ اجْتماع مُصَغَّر للأهل، ويومًا بعد يوم ستَجِدين أنَّك تتحسَّنينَ بِمشيئة الله..

ولو تَيَسَّرَ لكِ الجمْعُ بَيْنَ العلاجين النفسي والدوائي، فالنتائج ستكون أفضل بمشيئة الله تعالى..



الرهاب (الخوف) الاجتماعي Social Phobia



الرهاب (الخوف) الاجتماعي Social Phobia


إن ما يقارب من 10% من الناس يرهبون المناسبات الاجتماعية مما يؤثر سلبيا على حياتهم الاجتماعية والتعليمية والعملية وعلاقاتهم الشخصية بصورة كبيرة. ولكن هل تعلم أن لهذه الحالات علاج جيد وفعال؟ لعلك تجد المساعدة لدى الطبيب النفسي.

هل ترهب (تتخوف) أن تكون مركز اهتمام ونظر الآخرين؟
هل تخاف من إحراج نفسك أمام الآخرين؟
هل تحاول غالبا تجنب أي من المواقف التالية؟:
التحدث في المجتمعات
الحديث مع المسئولين
حينما يتركز النظر عليك
الأكل أو الشرب أو الكتابة أمام الآخرين
حضور الحفلات
حينما تتعرض لأي موقف من المواقف المذكورة أعلاه، هل تعاني من الخجل واحمرار الوجه، الارتعاش، الاضطراب، الخوف من الاستفراغ أو الشعور المفاجئ بالرغبة إلى الذهاب إلى دورة المياه؟
إذا كانت إجابتك لأي من الأسئلة 1 أو 2 أو 3 بنعم فهناك احتمال أنك تعاني من الخوف الاجتماعي. وإذا كانت إجابتك أيضا للسؤال رقم 4 بنعم فإنك بالتأكيد تعاني من الخوف الاجتماعي.


ما هو الرهاب (الخوف) الاجتماعي؟

الرهاب (الخوف) الاجتماعي حالة طبية مرضية مزعجة جدا تحدث في ما يقارب واحد من كل عشرة أشخاص، وتؤدي إلى خوف شديد قد يشل الفرد أحيانا ويتركز الخوف في الشعور بمراقبة الناس.

إن هذا الخوف أكبر بكثير من الشعور العادي بالخجل أو التوتر الذي يحدث عادة في التجمعات بل إن الذين يعانون من الرهاب (الخوف) الاجتماعي قد يضطرون لتكييف جميع حياتهم ليتجنبوا أي مناسبة اجتماعية تضعهم تحت المجهر. إن علاقاتهم الشخصية ومسيرتهم التعليمية وحياتهم العملية معرضة جميعها للتأثر والتدهور الشديد. وكثير من المصابين يلجأون إلى الإدمان على الكحول أو المخدرات لمواجهة مخاوفهم.

تبدأ عادة حالة الرهاب (الخوف) الاجتماعي أثناء فترة المراهقة وإذا لم تعالج فقد تستمر طوال الحياة وقد تجر إلى حالات أخرى كالاكتئاب والخوف من الأماكن العامة والواسعة.



من أفواه المرضى

(لعدة مرات رفضت الترقية في عملي وذلك لأنني سأضطر أن أقود الناس وأوجههم وذلك مالا أستطيعه)
(لقد لجأت إلى الكحول (الخمر) لتساعدني على حضور الحفلات أو إلقاء المحاضرات والدروس. ولكن في النهاية أصبح الكحول مشكلة تضاهي مشكلة الرهاب الاجتماعي)



ما هي الأعراض؟


تسبب حالة الرهاب (الخوف) الاجتماعي أعراضا مثل احمرار الوجه، رعشة في اليدين، الغثيان، التعرق الشديد، والحاجة المفاجأة للذهاب للحمام. إذا كنت تعاني من الرهاب (الخوف) الاجتماعي فمن المحتمل أنك تعاني من واحد أو أكثر من هذه الأعراض عندما تتعرض للمناسبة الاجتماعية التي تسبب الخوف. وفي بغض الحالات مجرد التفكير في تلك المناسبات يحدث القلق والخوف. إن المحاولة الجاهدة لمنع حدوث الأعراض قد تدفع المريض إلى تجنب هذه المناسبات بصورة نهائية مما يكون مدمرا للحياة الاجتماعية أيضا.


من أفواه المرضى

(إن وقوفي في طابور المحاسب في الأسواق العامة سبب لي كثيرا من المتاعب وكلما اقتربت من نهاية الطابور كلما ازددت رعشة وتعرقا وفي النهاية قررت عدم الذهاب للأسواق).

هل يمكن علاج الرهاب (الخوف) الاجتماعي؟

نعم وبالتأكيد إن طبيبك يمكنه أن يساعدك بالعلاج الدوائي أو بالعلاج السلوكي أو بهما معا. ونطمئنك أن آلافا ممن يعانون من الرهاب (الخوف) الاجتماعي قد تحسنوا على هذا العلاج.


من أفواه المرضى

(لم أعلم أنها حالة مرضية يمكن علاجها ولكني ظننت أنها جزء من شخصيتي)
(إن أول مرة شعرت بفائدة العلاج عندما ذهبت لصرف شيك من البنك ولأول مرة في حياتي لم ألاحظ أي ارتعاش في يدي عند توقيعه)
(في البداية خشيت أن يظن الناس بأنني مجنون لو ذهبت لطبيب نفسي ولكن العلاج أحدث تغييرا حقيقيا حيث لاحظ ذلك جميع أصدقائي)



دعم الأصدقاء والأقارب

إن لدي صديق أو قريب يحتمل أنه يعاني من الرهاب (الخوف) الاجتماعي. فهل يمكنني المساعدة؟

إن دعم الأصدقاء والأقارب يمكن أن يساعد كثيرا وهذه خطوط عريضة لذلك:

تعلم وتعرف بعمق عن هذه الحالة.
تقبل واعترف بأن مشكلة حقيقية، لأن الرهاب (الخوف) الاجتماعي ليس نوعا سيئا من الخجل ولكنه حالة مرضية ويجب أن نتعامل معها بجدية.
كن متفهما - وأعلم أن إتاحة الفرصة للمريض لشرح مشكلته سيساعده ليشعر بعدم العزلة وأن لا يخجل من حالته.
لا تعتبر الحالة المرضية خطأ لأحد معين وتلقي باللوم عليه أو على نفسك أو على المريض.
شجع المريض بلطف ليراجع الطبيب المختص. واعترف أن هذا القرار صعب بحكم طبيعة الحالة المرضية والتي تجعل المريض يرهب من طلب المساعدة من الناس الغرباء ومنهم الطبيب.
شجع المريض من بداية العلاج أن يستمر ويواصل عليه وأظهر تقديرك وإعجابك بأي تحسن يطرأ مهما كان قليلا.
عندما يبدأ تأثير العلاج فإن ذلك سيشجع المريض أن يبدأ بمواجهة المناسبات الاجتماعية المثيرة للخوف والرهاب وهنا فإن دعمك وتفهمك له مهم جدا.
في المنزل ينصح المريض ويشجع أن يواصل حياته اليومية بشكل طبيعي بقدر الإمكان ولهذا فلا تقبل أن تكيف حياتك لتتمشى مع مخاوفه وقلقه.



=================================


وتخلف قوة هذا المرض من شخص لاخر وبالتالي يكون العلاج الطبي فقط على حسب الحالة ..

فلابد ان يبدأ العلاج بمخالفة النفس في كل ماهو رهاب , بمعنى تبلغ النفس هواها عندما تبلغ مناها , أي ان تزج بنفسك بكل ماله رهبة عندك . ولا بد أيضا من مراجعة الطبيب المختص في ذلك وتتلخص مساعدة الطبيب في جلسات بسيطة وتناول بعض الحبوب لفترة زمنية معينة ... طويلة أم قصيرة ذلك يعود على الحالة نفسها .


فعلاج الخوف و الرهاب لا يمكن إلا بالمواجهة فإن كنت تخشى أمر عليك أن تواجهه بقوة و ثقة و بالتدريج، و لا تخف من العواقب.
إياك ثم إياك أن تلوم نفسك على أي شيء عند حدوث أي خطأ فإن لوم النفس سيؤدي إلى الانتكاس.
ابدأ برفع مزاجك و لا تجعل أتفه الأسباب تخفض مزاجك، تحلى بالصبر و قوة الإرادة لأن التصرف بحكمة عند المواقف الحرجة هو الذي يعبر عن قوة الشخص.
ابني ثقة حقيقية بنفسك و ابحث عن أي شيء يعزز ثقتك بنفسك.
في حال الفشل تعلم من هذه التجربة دروس و لا تلوم نفسك ( لا يوجد فشل و إنما نتائج ).
عندما يتكلم عنك الناس و عندما تشعر بأن أحداً يكرهك، حاول أن تصغر هذه الفكرة بعقلك و أن تعطها حجماً صغيراً و أن تتذكر بأن لديك الكثير من الناس الذين يحبونك و ما عليك إلا البحث عنهم.
لا تأمل من المساعدة من الخارج و لا تأخذ فكرة بأن الطبيب سيشفيك، تأكد بأنه أفضل طبيب مناسب لك هو نفسك، إن دعوت لربك لمساعدتك في مشكلتك فلا تتوقع من الله إلا المساعة و ليس الحل السحري فعليك أن تعمل وسيساعدك الله و لا تحزن إن لم تلق المساعدة من ربك فاعلم بأنه يساعدك في حين أنك أنت لا تعتبرها مساعدة.


تمارين ينصح باتباعها :


عند كل مساء فكر بشيء مفرح ثم ارسم ابتسامة على وجهك و قل في نفسك بأنك تثق بنفسك و بأنك إنسان قوي و تستطيع التصرف بحكمة في أشد الظروف.
عندما تكون في وضع متوتر خذ نفساً عميقاً و حاول أن تقوم بعمل استرخاء لجسمك بشكل متدرج أي ابدأ منذ القدم حتى الرأس.
فكر بشكل أيجابي و لا تكن سلبياً في طرحك أو تفكيرك.
مارس مختلف النشاطات، مثلاً أنا قمت بشراء دراجة و صرت أجوب كل الشوارع ووجدت فيا متعة رائعة بالإضافة إلى متعة الصيد البحري الذي وجدته من أجمل المغامرات في حياتي، ...
تأكد بأنك تستطيع الوصول إلى ما تريده إذا ركزت عليه و صممت.
لا تيأس، فإن شعرت بذلك ذكر نفسك بأن ذلك هو استسلام فالحياة إما مغامرة جريئة أو لا شيء .
تقبل نفسك على ما هي،
لا تبرر الخطأ الذي تقوم به، بل حلله بطريقة عملية و تعلم منه و ابن درعاً من هذا الخطأ و قوي ثقتك بنفسك .
تمتع بالدعابة و حاول أن تبتسم في كل المواقف، فعندما تتعرض لموقف محرج لا تقوم بالخجل منه و مداراته بل على العكس أبرزه و اضحك منه و خذه من باب الدعابة و أعطي الناس الفرصة أن تبتسم لهذا الموقف ...
فكر بالمستقبل بشكل أيجابي على أنه مستقبل جميل و ابدأ بتخيل أمور تريد أن تحققها بالمستقبل، و ابدأ بالعمل على ذلك.
خطط لحياتك قبل أن يخططها لك الآخرون، تخيل المنصب الذي تريد أن تكون به بعد 10 سنوات و ابدأ برسم الخطوات التي يجب أن تقوم بها للوصول إلى ذلك المنصب و اصرف وقتك في هذا الطريق فقط.
حاول أن تقوم بأداء صلواتك لأنها ستنظم حياتك.
احمد ربك على النعم التي أعطاك اياها و لم يعطها للكثير من عباده.

* الدكتور/ عبدالرزاق الحمد

رئيس قسم الطب النفسي - كلية الطب - جامعة الملك سعود - الرياض - المملكة العربية السعودية


Sociofluid

Powered By Blogger