محرك البحث جوجل

الخميس، 31 مارس 2011

الشخصية الشكاكة



قد نقول عن بعض الاشخاص انه شكاك وسيء الظن بالناس , ونحن لا نستطيع معاشرة من يمتلك هذه الصفة , لأنه لا يثق باحد , وكثير الشجار والعناد ويكون محباً للسلطة , عند ذلك نقول انه شخص شكاك ,

وفي هذه التدوينة سوف اتكلم عن الشخصية الشكاكة , وماهي المعايير العلمية لوصف الشخص بهذا الوصف , وكيف نتعامل معه , وهل يوجد علاج لمثل هذه الشخصيات .


س/ ما هو اضطراب الشخصية الشكاكة ؟

يتميز هذا الاضطراب بوجود نسق معين من التصرفات التي تسبغ حياة صاحب هذه الشخصية, حيث يميل هذا الشخص الى التفسير غير المبرر لتصرفات الناس من حوله , فيكون شكاكاً ويحمل الضغائن بشكل مستمر لأنه يفسر جميع التصرفات التي حوله على إنها عدوانية أو مليئة بالاضطهاد والإساءة له . وهناك من الناس من فيه علة في شخصيته تدور حول الإفراط والمبالغة في الحذر وإساءة الظن والشك في الآخرين , وهي على درجات متفاوتة من حيث الشدة, فقد تكون علة خفيفة كسوء الظن , وقد تكون اضطراباً شديداً يحتوي على ما يكفي من المعايير التشخيصية المعتمدة لوصف الشخص بأن لديه اضطراب الشخصية الشكاكة .

س/ ما مدى انتشار هذا الاضطراب؟

نادراً ما يذهب المصاب بهذا الاضطراب الى العيادات النفسية ما لم يكن لدية مشكلة أخرى , لذلك فالإحصائيات غير دقيقة . لكن على العموم فإن الإحصائيات الحديثة تبين أن حوالي 0.5% الى 2.5 % من عموم الناس لديهم اضطراب الشخصية الشكاكة .

س/ ما هي أسباب اضطراب الشخصية الشكاكة ؟

يوجد هناك العديد من الفرضيات التي تحاول تفسير نشوء الشخصية الشكاكة , ومن ذلك :

التفسيرات النفسية الإجتماعية ومنها :

* استمرار التفكير بالطريقة الطفولية التي تعتقد أن كل الأمور إما خطا أو صواب ولا يوجد حالة متوسطة بينهما , فبذلك يلجأ الشخص الى الإنكار اللاشعوري وهو نفي ما بنسب إليه من صفات سلبية ويسقطها على غيره من الأشخاص .

* الحرمان والقسوة وعدم الشعور بالأمن يولد لدى الطفل إحساس بالخوف وعدم الأمان من المحيط الاجتماعي مما يبعث في النفس زيادة الحذر والحيطة من الناس .

التفسيرات العضوية :

أن زيادة مادة الدوبامين , وهي إحدى النواقل العصبية في الدماغ , خاصة في الفص الأمامي يجعل الشخص يميل الى العناد والتحدي والحذر الزائد والشك .

س/ ما هي المعايير التشخيصية لاضطراب الشخصية الشكاكة ؟

كما ورد في الدليل التشخيصي والاحصائي الرابع المسمى ( DSM IV – TR) :

أولا ً: استمرارية الشك وسوء الظن وتفسير تصرفات الآخرين أنها ضده , وذلك من بداية سن المراهقة , مع وجود أربع صفات أو أكثر مما يلي :

1- يتوقع الشخص أن يستغل أو يلحق به الضرر دون وجود أساس يبرر ذلك .

2- دائم التساؤل عن مدى إخلاص أصدقائه وزملائه , وهل هو أهل للثقة أم لا , دون وجود أساس يبرر ذلك .

3- يتردد كثيرا في مصارحة الآخرين وإخبارهم بأسراره لأنه يخشى أن تستخدم هذه المعلومات ضده فيما بعد , وهو في المقابل يجمع الأداة ضد الآخرين .

4- المبالغة في التعرف على ما في نفوس الآخرين وما قد يخفونه عنه , وقد يتطفل على خصوصياتهم ويتجسس عليهم أو يحتال عليهم ليعرف ما عندهم .

5- يحمل الضغينة والحقد , ولا يصفح عن إهانته أو الاستخفاف به , حتى ولو كانت زلة لسان, أو عن طريق المزاح .

6- سريع في إظهار درة فعله الغاضبة , عندما يحس بالإهانة أو باستخفاف الآخرين له .

7- يشك في شريك / شريكة حياته , ويتساءل دائما عن مدى الإخلاص .

ثانيا ً : عدم وجود ما يفسر تصرفاته الشكاكة كمرض نفسي آخر مثل الفصام أو الإضطرابات المزاجية المصحوبة بأعراض ذهانية , كما لا يمكن تفسير هذه الاعراض باي مرض عضوي أو سوء استخدام المؤثرات العقلية .

س/ هل هناك اضطرابات أخرى تشبه اضطراب الشخصية الشكاكة ؟

1- إذا ظهرت سمات الشخصية الشكاكة فجأة فلا بد من البحث في المسببات العضوية , فقد تكون هي السبب .

2- تعاطي أنواع من المنشطات مثل الكبتاجون يؤدي الى ظهور سمات الشخصية الشكاكة.

3- الفصام

4- الاضطرابات المزاجية مع وجود أعراض ذهانية .

5- بعض اضطرابات الشخصية الأخرى مثل الشخصية الفصامية , الشخصية النرجسية , والشخصية المخادعة أو العدائية للمجتمع .

س/ كيف يمكن علاج اضطراب الشخصية الشكاكة ؟

1- بناء علاقة علاجية موثوقة مع الشخص الشكاك , وذلك بإشراكه في الخطة العلاجية , وتفسير الحساسية المفرطة .

2- استخدام الأدوية المضادة للذهان , تحت إشراف من طبيب متخصص , سواء الأدوية القديمة ام الحديثة .

3- معالجة الأعراض الأخرى المصاحبة مثل القلق أو الإكتئاب لتخفيف معاناة المريض .

4- جلسات العلاج النفسي الفردي لتحسين المهارات الاجتماعية وخفض شدة الحساسية للنقد.

س؟ كيف أتعامل مع من هو مصاب باضطراب الشخصية الشكاكة ؟

1- الصراحة والوضوح معه في الأقوال والأفعال .

2- الحذر عند الاعتذار منه أو مصارحته لأنه قد يفسر ذلك بغير المقصود .

3- تجنب مجادلته وانتقاده خاصة أمام الناس , وكن لطيفاً معه عند محاولة إقناعه .

4- عليك الحذر من إسقاطاته , ولا تواجهها بعنف فقد ينفجر عليك .

5- أعطه ما يستحق من الاحترام والتقدير إذا كان يستحق ذلك , ولكن لا تحتقره أو تهينه إن لم يكن يستحق التقدير والاحترام .

وتجدر الإشارة هنا والتذكير ان الشك وسوء الظن عبارة عن طيف ممتد من درجة قليلة من سوء الظن الى درجة عالية من الشك قد تصل الى حد مرض الفصام , وبذلك لابد من تقييم الحالة من قبل الطبيب النفسي أو الأخصائي الإلكينيكي الذي يكون على دراية بكيفية التشخيص وأهمية العلاج ।


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Sociofluid

Powered By Blogger