محرك البحث جوجل

السبت، 7 مايو 2011

العمر نظرة

العمر نظرة


حلمت به كثيرا ... تخيلته كثيرا ..



كانت له صورة ضبابية ... وملامح غامضة


لكنه كان معى دائما فى احلامى وتخيلاتى


كنت انتظر لقائه بصبر طويل ..فمنذ خلقت وانا انتظر لقائه


ربما من قبل الزمان





شردت كثيرا فى احلام حريريه زاهية الالوان .. وانا اتخيل فارس الاحلام


ليخطفنى على حصانه الابيض .. الى جزيرة منسيه


لأحيا معه حياة سرمديه من العشق اللامتناهى




كنت أبحث عنه فى كل مكان ... فى الوجوه .. فى الزحام .. فى الشوارع


فى قصيدة .. فى كتاب .. فى وجه القمر ..فى الزهور .. فى فنجان الشاى !!!

كنت أحيا معه حياة خاصة .. نعم أعايشه فى خيالى نهارا وأحلامى ليلا


وأنا مقتنعة . سعيدة . راضية بهذه الحياة ...

الى أن جاء يوم حياتى ..



فبينما كنت أقرأ فى المكتبه احدى القصص الرومانسيه التى اعتدت على قرائتها


لعلى أرى ملامحه فى وجه بطل من أبطالها


أخذت أقرأ فى مقدمة القصة الى ان جاء الجزء الذى يصف فيه البطل


القامة الطويلة .. العضلات المفتولة .. الشعر الأسود اللامع الممشوط للخلف..


الانف المستقيم .. الجبين العريض والعينين العميقتين والفم الحازم ...

أغمضت عينى لأتخيل بطل الروايه الذى سأحيا معه ساعات مقبلة من الغرام !!!

وبعد أن رسمت تفاصيل وجهه .. وأصبحت واضحة المعالم أمامى


فتحت عينى .. ولعجب ما رأيت ...



نفس الصورة التى رسمتها فى خيالى .. كانت مجسدة امامى


كنت مذهوله .. حتى أننى هززت رأسى


كى أتأكد أنى لست فى حلم .. وأننى فى الواقع



انه هو ... هو من تخيلت ... انه واقع وليس حلما


ربما شعر بنظراتى المشدوهة والمركزة عليه ...


التفت ناحيتى وتجولت عيناه على وجهى المشدوه مستغربا


كنت أنظر اليه فى ذهول ... لامست عيناه نظرتى اليه وعانقتها



فى عينيه , رأيت ذاتى .. وعرفت ماهيتى ..


تلاشت الأصوات والهمهمات من حولى


لم أعد أعى شيئا فى الوجود الا عينيه



والسحر الذى يغلفنى معه فى بوتقة واحدة


توقف الكون عن الحركة لمدة لحظة ...



عشت فيها مختلف الاحاسيس


من ذهول .. وهيام .. وعشق .. ووله ..



وشوق .. وحنين .. واثارة وخوف !!!

كل هذا فى نظرة عينيه !!!



تشابكت نظراتنا .. وكأن أرواحنا خرجت من أجسادنا وتعانقت


وعشت معه احلى حلم


كنت أرقص معه على لحن أثيرى .. ربما تكون رقصة الخلود


الى أن مر طيف بيننا .. فانقطع السحر الذى كان يلفنا ..


كان هو البادئ فى العودة للواقع


مد يده وأخذ كتاب من رف المكتبة ..


وذهب ليتم رسوم الاستعارة وعيناى لا تفارقانه


وعند خروجه من باب المكتبة .. التفت ونظر الى ..


نظرة أعادت لقلبى دقاته ولعينى الحياة


ولوجهى لونه .. وأيقنت أنه بطلى


هو من كنت أنتظره طوال عمرى .. هو من عشقت كل الرجال فيه


وأيقنت أن عمرى كله لا يعادل هذه اللحظه .. بل أدركت أن العمر لحظة


لا .. لا أدركت أن العمر نظرة !!!!!!!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Sociofluid

Powered By Blogger