محرك البحث جوجل

الخميس، 6 يناير 2011

قلق الامتحان

قلق الامتحان
يصاحب فترة الامتحانات بعض أعراض القلق وليس ذلك لدى الطلاب فحسب وإنما لدى أسرهم أيضا, ويعرف قلق الامتحان على أنه حالة نفسية انفعالية تتصف بالخوف والتوقع وتعتري بعض الطلاب قبل وأثناء الامتحان وتصاحبها ردود فعل نفسية وجسدية من توتر وتحفز وحدة انفعال وانشغالات عقلية سالبة(ناتجة عن الخوف من الفشل والرسوب, وردود فعل الأهل, والرغبة في التفوق على الآخرين, وضعف الثقة بالنفس) تتداخل مع التركيز المطلوب أثناء الامتحان مما يؤثر سلبا على المهام العقلية في وقت الامتحان، ويعود سببها إلى أن الطالب يدرك موقف التقييم(الامتحان) على أنه موقف تهديد للشخصية.
والقلق الذي يعتري غالبية الطلاب قبل وأثناء الامتحانات أمر طبيعي وسلوك عرضي ومألوف ما دام في درجاته المقبولة ويعد دافعا ايجابيا وهو مطلوب لتحقيق الدافعية نحو الإنجاز والتحصيل.
أما إذا أخذ أعراضا غير طبيعية كعدم النوم وفقدان الشهية للطعام وعدم التركيز الذهني مما يؤدي إلى إعاقة التفكير والأداء وفي هذه الحالة لا بد من التدخل لحل المشكلة والتخفيف من أثارها السلبية وكلما بدأ العلاج مبكرا كانت النتائج أفضل واختفت مظاهر المشكلة على نحو أسرع.

أعراض قلق الامتحان
• التوتر والأرق، وفقدان الشهية، وتسلط بعض الأفكار السلبية قبل وأثناء ليالي الامتحان.
• الشعور بالضيق الشديد قبل وأثناء تأدية الامتحان.
• خفقان القلب قبل وأثناء الامتحان مع جفاف الحلق والشفتين وسرعة التنفس، والتعرق، وعدم التركيز، وبرودة الأطراف، وألم البطن، والغثيان، وكثرة التبول.
• كثرة التفكير في الامتحان، والانشغال قبل وأثناء الامتحان في النتائج المرتقبة.
وهذه الأعراض الفسيولوجية والانفعالية والعقلية تربك الطالب وتعيقه عن المهام الضرورية للأداء الجيد في الامتحانات.

العوامل التي تساعد على ظهور قلق الامتحان
• الشخصية القلقة: أي أن ارتفاع سمة القلق عند الطلاب كأفراد يزيد من قلق الامتحان كموقف.
• عدم الاستعداد الجيد للامتحان.
• الأفكار والتصورات الخاطئة عن الامتحان وما يترتب عليها من نتائج.
• تعزيز الخوف من الامتحانات من قبل الأسر وفق أساليب التنشئة التقليدية التي تستخدم العقاب مما يؤدي إلى خوف الطالب من النتائج السيئة.
• أهمية التفوق التحصيلي بالنسبة للطالب، بالإضافة إلى ضغط الأسر الزائد على الطالب لتحقيق ذلك.
• ما يبثه بعض المعلمين من خوف في أنفس الطلاب من الامتحانات واستخدامها كوسيلة للعقاب في بعض الأحيان.
• مواقف التقييم ذاتها فإذا شعر الإنسان بأنه موضع تقييم واختبار فان القلق سيرتفع لديه.
• التعلم الاجتماعي من الآخرين حيث أن، الطالب قد يكتسب سلوك قلق الامتحان محاكاة لنموذج القلقين من الطلاب خاصة المؤثرين منهم.


كيف يمكن التغلب على قلق الامتحان؟
o تدعيم ثقة الطلاب بأنفسهم والوقوف منذ وقت مبكر على ميولهم وقدراتهم، وتوجيه طموحهم ليتوافق مع قدراتهم في اختيار التخصصات الدراسية المناسبة لكل منهم.
o توجيه وإرشاد الطلاب إلى طرق الاستذكار الجيد منذ بداية العام الدراسي والتذكير بأن عملية التحصيل عملية تراكمية تتطلب استذكار مستمر دون تأجيل.
o اتخاذ الإجراءات الإرشادية المناسبة للمشكلات المرتبطة بحالات قلق الامتحان، وبتدني مستوى التحصيل الدراسي منذ وقت مبكر من العام الدراسي.
o التخلص التدريجي من القلق ويتم ذلك بتقديم المثيرات التي تسبب القلق في شكل متدرج ويبدأ بالمواقف الأقل إثارة للقلق وصولا إلى المثير الحقيقي للحالة، وهذا يتم بالطبع بعد جمع البيانات الدقيقة ضمن دراسة الحالة عن مخاوف الطالب التي تثير القلق لديه.
o توظيف النموذج( القدوة الحسنة ) وذلك بعرض أفلام ومواقف حية يشاهد الطالب خلالها كيف يتصرف الطلاب الآخرين في موقف الامتحانات بشكل طبيعي.
o تدريب الطلاب على الطريقة السليمة للتنفس لتطبيقها بشكل أكبر قبل الامتحان حيث أنها تساعد على الاسترخاء وتخفيف التوتر.
o تدريب الطلاب على كيفية أداء الامتحانات والتأكيد على عدم إثارة الخوف بين الطلاب وتعزيز عدم القلق من الامتحانات (التعزيز الايجابي) وأن الامتحان ما هو إلا وسيلة لقياس المستوى التحصيلي وليس غاية في حد ذاته(اعتبار أن فترة الامتحانات فرصة لمعرفة ما بذاكرتهم من معلومات بل والاستمتاع بعرضها بثقة).
o تحديد ودحض الأفكار غير العقلانية لدى الطلاب والمتعلقة بالامتحان وما يرتبط بذلك من معتقدات خاطئة تتحدث عن خبرات سلبية سابقة عممت على موقف الامتحان الحالي، والتفكير بطريقة ايجابية فالتفكير الايجابي هو بداية الطريق إلى النجاح.
o توجيه الطلاب إلى التقليل من المشروبات المنبهة كالقهوة والشاي خلال فترة الامتحانات والتوجيه بأهمية النوم المبكر والكافي.

الأسرة وقلق الامتحانات
يمارس الآباء ضغوطا متزايدة على أبنائهم أيام الامتحانات إلى درجة أن العديد من التلاميذ يعانون ليس من قلق الامتحانات بل من التوقعات العالية لآبائهم. إن ضغوط الآباء على أبنائهم في أحيان كثيرة تصل إلى مستوى يجعلهم وكأنهم هم الذين سيدخلون قاعة الامتحان وليس أبنائهم، لأنهم يريدون لأبنائهم أن يحققوا نتائج جيدة باعتبار أن ذلك يعكس نجاحهم في تربية أبنائهم على الآباء أن يتذكروا أنهم لا يستطيعون أن يمتحنوا عن أبنائهم وأن الضغوط التي يمارسونها عليهم لها نتائج سلبية، وعليهم أن ينظروا إلى تقدم أبنائهم على المدى البعيد بدلا من الانشغال بالنجاح على الأمد القصير.
أولياء الأمور الأعزاء لا يفتنا القول هنا بأنه يقع على عاتقكم مسؤولية كبيرة في مساعدة أبنائكم في تحسين مستوى تحصيلهم الدراسي والنجاح في امتحاناتهم والتخفيف من قلقهم الامتحاني من خلال تقديم خدمات توجيهية وتربوية سليمة, ويتأتى ذلك بإتباع التالي:

 إيضاح الجانب الايجابي من اجتياز الامتحان بحيث لا يرتبط الامتحان بالرسوب والضياع، وفي ذلك حافز إلى التخفيف من رهبة الامتحان.
 الابتعاد(الامتناع) عن مقارنتهم بزميل أو قريب متفوق بشكل يحبطهم ويعيق إنجازهم.
 تجنب حرمان الابن من الترفيه شريطة ألا يؤثر ذلك على الوقت المناسب والمخصص للاستذكار.
 التركيز على الجوانب الايجابية عند الابن والثناء على جهده الدراسي وتقوية عزيمته وثقته بنفسه، والوعد بالجوائز والهدايا مع ضرورة الالتزام بتنفيذه في حينه.
 الاعتناء بالتغذية السليمة وتوفير الاحتياجات المادية اللازمة.
 تعويد الابن على مكافأة نفسه عندما ينجز أمرا ايجابيا يتعلق به مع توفير الفرص لتحقيق ذلك.
 الاستمرارية في تنظيم الوقت مع الاستراحة الكافية بين استذكار كل مادة وأخرى وتأمين بعض الترفيه، والتركيز على أهمية النوم الكافي في الليل والاستيقاظ مبكرا من النهار وليس العكس.
 تفريغ الابن تماما لعملية الاستذكار وعدم إشغال ذهنه بواجبات منزلية أو عائلية أخرى.
 تعويد الابن على الاستذكار في المكان المناسب بعيدا عن أماكن الاسترخاء والنوم.
 تهيئة المكان بحيث يكون هادئا بعيدا عن الضوضاء قدر الامكان.
 تعويد الابن على عدم الانشغال بالأكل والشرب أثناء الاستذكار مع التقليل من شرب القهوة والشاي ومن الأنسب أن يكون ذلك قبل الاستذكار بوقت كافي.
 عدم المبالغة في قدراتهم وامكاناتهم وخاصة أمام الآخرين ويفضل التعامل مع قدراتهم بموضوعية.
 توفير جو عائلي يتسم بالاستقرار والهدوء والشعور بالطمأنينة.
فعلى الأسرة أن تجعل فترة الامتحانات فرصة لتعويد أبنائهم على احترام الوقت، وتعويدهم على أهمية الأشياء في بيئة مليئة بالود وتقدير الجهد وتعزيز المفهوم الايجابي لفترة الامتحانات بحيث تكون نزهة فكرية ترفيهية تقطف فيها ثمار الجهد.


د فائق الزغاري
استشاري الطب النفسي




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Sociofluid

Powered By Blogger