محرك البحث جوجل

الخميس، 6 يناير 2011

الإدمان والانتكاس




تعريف الانتكاس
التعريف الأول للانتكاس عام ويمكن تطبيقه على أي مرض, فالانتكاس هو العودة إلى الحالة السابقة أو الرجوع إلى مرحلة نشطة من المرض بعد تعافي جزئي، وهذا يعني أنه ما لم يكن الشخص قد حقق فترة من التعافي من مرض ما فانه لا يمكن الحديث عن الانتكاس. التعريف الثاني يتعلق بمرض الإدمان: إن الانتكاس في مرض الإدمان هو الرجوع إلى مواقف وأفكار ومشاعر وانفعالات وسلوكيات تؤدي إلى الإدمان النشط.
إن معظم الأشخاص المتعافين قد يكونوا مستعدين للاعتراف بأنهم أحيانا يعودوا إلى نماذج سلوكهم أو إلى أساليب تفكيرهم القديمة، وما لم يتغير هذا التفكير فانه عادة ما يؤدي إلى العودة للتعاطي. إن الأشخاص الذين يتبعون برنامجا جيدا في التعافي يصبحون سريعي الإدراك بأنهم انحرفوا وبأنهم عادوا إلى الأساليب القديمة كما أنهم يعلمون ما يجب عليهم فعله من أجل العودة إلى المسار الصحيح.
ما الذي يسبب الانتكاس؟
لا توجد إجابة بسيطة أو قطعية على هذا السؤال فأسباب الانتكاس تختلف باختلاف طبيعة الأفراد وظروفهم، والحالة النفسية والاجتماعية والتركيبة البيولوجية كلها تشارك في حدوث الانتكاس.
وهذا ما يجعل التعافي هو أكثر صعوبة بالنسبة للمدمنين مقارنة بالمرضى الذين يعانون من مشاكل طبية يمكن علاجها، فالصراع يبدأ عندما ينهي المرضى فترة إزالة السمية فهم يحتاجون بعد ذلك إلى طبيب أو معالج نفسي يستطيع أن يساعدهم في التغلب على المشاكل النفسية والاجتماعية والتي ساهمت في إدمانهم على الكحول أو المخدرات.
ولكي يكون التعافي ناجحا يحتاج الأفراد إلى عمل تغييرات كبيرة في حياتهم, فالانتكاس لا يحدث إذا كان التغير الأساسي في المواقف والسلوك قد تم بالفعل. فالتغير جزء مهم من الحياة والعيش، فجميع الناس يجدون التغيير صعبا والمدمنون يجدون بان تقبل الواقع الجديد أمر غير طبيعي وصعب وبالطبع هذا يفسر لنا لماذا هم عادوا ليبحثوا عن طريق سهلة وبسيطة وهكذا ينجذبون نحو المواد الادمانية ثانية.
ومن أسباب الانتكاس إخفاق الشخص بالاعتراف بأنه مدمن، فالناس الذين لا يتقبلون إدمانهم ولا يشعرون بالألم الذي يسببه لهم لا يقومون بعمل اللازم من أجل التعافي.
إن احد الحقائق المزعجة المرتبطة بالوقاية من الانتكاس هي الحاجة للشعور بالألم الذي سببه لهم المرض. إن الإحساس بالألم مزعج فالمدمن يتساءل ما الحاجة إلى الاستمرار بالنظر إلى الأوجه المؤلمة من مرضه، الأهمية لا تكمن بالاستمرار في النظر، ولكن المهم هو أن لا تنسى الألم، فإن نسيته يصبح من السهل عليك أن تحدث نفسك بأنك لم تكن سيئ وبالتالي فان جرعة صغيرة لن تؤذي، تذكر دائما بأن الألم هو أحد أفضل الوسائل المتاحة للوقاية من الانتكاسة
هل توجد علامات خطرة مرتبطة بالانتكاس؟
*الشعور بالقوة والقدرات غير المحدودة وان الأمور تحت السيطرة، وانه قادر على التعامل المثالي وانه يستطيع التحكم في نفسه ولا يحتاج إلى مساعدة الآخرين.
*تغير أسلوب التفكير
• التفكير في التعاطي أكثر من التفكير في الاستمرار بالامتناع.
• الاستغراق في الذكريات الجميلة للتعاطي.
• عدم الصدق مع الآخرين.
• التبرير وعدم الصدق مع النفس.
• نسيان محاذير الانتكاس(الجوع والغضب والوحدة والتعب).

*تغير السلوك
• التخلف عن حضور الجلسات العلاجية.
• الابتعاد عن الأشخاص الذين كانوا يساعدونه في الامتناع عن التعاطي.
• الذهاب قرب أماكن التعاطي ليرى من من زملاء التعاطي موجود.
• العودة إلى الأماكن القديمة بعد الانقطاع عنها.

*تغير الرؤية
• تشعر بقدر اكبر من الراحة عندما تكون مع أشخاص يتعاطون.
• تستعمل مشروبات مشابهة للمشروبات الكحولية التي كنت تتعاطاها في الماضي.

*الاستياء والغضب من الآخرين
• زيادة الحساسية تجاه الآخرين.
• إثارة الخلافات القديمة.
• الاحتفاظ بالشعور بالذنب والخجل تجاه التعاطي.
• الانسحاب والوحدة.

*مظاهر أخرى
• توقع حدوث التعافي بشكل سريع.
• فقدان الصبر.
• عدم إتباع التعليمات.
• التفكير غير السليم.
ماذا عليك ان تفعل عند حدوث الانتكاس؟
قد تكون هذه انتكاستك الأولى، وقد تكون قد انتكست عدة مرات، وفي كلتا الحالتين فان التعافي ممكن وهو يعتمد عليك.
 عليك أولا القيام بجهد حقيقي لتقبل بان انتكاستك ما هي إلا جزء من مرضك، وان تصفح عن نفسك, فالشعور بالذنب والخجل من انتكاستك يقف عقبه في طريقك إلى التعافي.
 أفضل خطة هي أن تكون صادقا ومستعدا لقبول مسؤوليتك تجاه انتكاستك، وان تكون مستعدا للالتزام بعمل التغيرات اللازمة للوقاية من الانتكاسة مستقبلا.
 عليك بمراجعة الظروف والأحداث المحيطة بالانتكاس لتساعدك في فهم أسباب العودة إلى التعاطي، وفي الواقع فان لكل انتكاسه تاريخها الخاص بها.
 عليك بالابتعاد عن المؤثرات السلبية.
 شارك بفعالية في مجموعات الدعم الذاتي والعلاج الجماعي، أو العلاج الفردي مثل زيادة الدافعية والعلاج السلوكي المعرفي.
 حافظ على علاقات جيدة مع الداعم.
 تجنب الجوع والغضب والوحدة والتعب والإجهاد، مارس الرياضة لان كثير من هذه العوامل قد يؤثر على عملية التعافي. فعندما يشعر الكحوليين برغبة ملحة في الشراب عليهم بأكل شيء معين، أو عمل رياضة، واخذ وقت كاف من الراحة والإقبال على الشخص الذي يوفر لهم الدعم.
 عليك أن تكون صبورا فالتعافي من الكحول والمخدرات يحتاج إلى وقت لكي تشفى منه.
ومع كل هذا التقدم الذي أحرز في تعليم الناس حول الكحول والعقاقير الأخرى فان معظمهم لا زالوا لا يدركون الطبيعة المزمنة لهذا المرض. ولوجود الوصمة السلبية حول التعاطي فإنهم عادة يلومون المدمن عندما ينتكس وهذه لا تحدث مع المرضى الذين يعانون من إمراض سلوكية أخرى. وتقع على عاتقنا مسؤولية كمجتمع بان لا نكون متزمتين ومؤنبين لهؤلاء الأشخاص المنتكسين, ونحتاج بان نكون أكثر تعاطفا معهم وأن لا نحتقرهم أو نزدريهم.
إن جميع المتعاطين يمرون بأوقات انتكاس من وقت لآخر مهما كانت طول فترة أو مدة تعافيهم, والبراعة تكمن في تجنب البقاء هناك فترة أطول. فكونك في التعافي لا يعني حالة مضمونة دائما، بل هي عرضة للتغير، في الحقيقة قد يكون من المفيد لك أن تضع في عين الاعتبار أنه ومنذ الآن وفي أي وقت أو أي يوم فأنت تكون إما في حالة تعافي أو انتكاس تأكد من نفسك من حين إلى آخر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Sociofluid

Powered By Blogger